محيى عبدالرحمن تقلد الحجاج الامارة وعمره عشرون عاما، واشتهر عنه ظلم الرعية والاسراف في قتل خصوم بني امية ومعارضيهم، تم حصر قتلي الحجاج فبلغوا 120 الفا غير من قتلهم في حروبه، ووجد في سجونه خمسون الف رجل وثلاثون الف امرأة. وكان يحبس الرجال مع النساء في سجون غير مسقوفة لينال منهم البرد في الشتاء والحر في الصيف، تزوج الحجاج من هند ابنة النعمان وكانت من اجمل نساء زمنها، وشرط لها مؤخر صداق مائتا الف درهم، كانت هند اديبة فصيحة اقام بها الحجاج في بلدة ابيها- المعرة - مدة ثم رحل بها الي العراق، دخل عليها يوما ولم تشعر به وهي تنظر في المرآة وتقول: وما هند الا مهرة عربية سليلة افراس تحللها بغل فان ولدت فحلا فلله درها وان ولدت بغلا فجاء به البغل فانصرف عنها الحجاج راجعا وارسل اليها عبد الله بن طاهر ومعه المائتا الف درهم وقال يا ابن طاهر طلقها بكلمتين ولا تزد عليهما.. قل لها يقول الحجاج لك كنت فبنت (اي كنت زوجة لي واصبح الان طلاقك مني بائنا) وهذه المائتا الف درهم التي كانت لك عليه، فقالت هند يا ابن طاهر انا والله كنا فما حمدنا، وبنا فما ندمنا، والمائتا الف درهم هي لك بشارة بخلاصي من كلب بني ثقيف، وعندما علم الخليفة عبد الملك بن مروان بالامر ضحك حتي استلقي، وعندما وصفوا له جمالها ارسل اليها من يخطبها له فردت عليه بكتاب قالت فيه بعد الثناء: اعلم يا امير المؤمنين ان الاناء ولغ فيه الكلب، فضحك عبد الملك وكتب اليها يقول: اذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسله سبع مرات احداهن بالتراب، فاغسلي الاناء يصلح استخدامه، فلما قرأت الكتاب ارسلت اليه بالموافقة علي الزواج ولكن بشرط ان يقود الحجاج المحمل ماشيا حافيا من المعرة الي البلد التي فيها الخليفة، ضحك الخليفة عبد الملك بن مروان حتي استلقي ثم ارسل الي الحجاج يأمره بتنفيذ الامر فامتثل وامسك بزمام البعير الذي يحمل هندا وجواريها في محمل الزفاف، وعندما اقترب الركب من ديار الخليفة القت هند بدينار علي الارض ونادت.. يا جمال، سقط درهم فارفعه الينا، فنظر الحجاج فوجده دينارا فقال انه دينار، فقالت هند الحمد لله سقط منا درهم فعوضنا الله بدينار .