اللوغاريتمات هي أعداد وأرقام حسابية معقدة..يلجأ أليها المشتغلون بعلوم الرياضيات لحل ألغاز ومسائل العمليات الحسابية ولأن هذه اللوغاريتمات يصعب حفظها فإنها تمثل صعوبة شديدة في التعامل معها. ولعل هذا أشبه ما يحدث حاليا في أمور حياتنا والتي أصبحت متداخلة ومحددة ويصعب علينا تفسيرها ويحتاج التعامل معها الي مدخلات ومخرجات كثيرة خاصة بعد أن أصبح الواقع المصري الذي نعيشه أشبه بمزيج من اللبن والسمك والتمرهندي لا طعم له ولا سبيل لتفسيره أو حل مشاكله فلا أحد يستطيع أن يحدد بالضبط ماذا يريده البعض من البعض الآخر فالكل يتهم الكل واتفق الجميع علي الخلاف وعدم الوصول الي لغة تجمعهم علي مائدة التفاوض وصولا لحل يرضي الشعب المصري برمته الذي ما زال يعيش في كابوس البحث عن التغيير الحقيقي للواقع المؤسف مما دفعه للخروج في ثورة عارمة سلمية منذ عامين باحثا عن الأمل في تغيير المعاناة والمتاعب التي أحالت حياته الي جحيم لا يطاق ..ولكن وجد نفسه أمام لوغاريتمات معقدة لا تحمل حلا لأي من مطالبه المبدئية وهي : عيش، حرية وعدالة اجتماعية وكرامة أنسانية ..بل صدمه الواقع ليجد نفسه أمام أحزاب ومعارضة وحكومة وحتي الرئاسة التي اختارها كلها تتصارع من أجل البقاء في المناصب وتحقيق المكاسب بعيدا عن مصالحه فلم يجد الشعب امامه مخرجا سوي تنظيم المسيرات والمظاهرات وتكون دائما النتيجة واحدة وهي سقوط الشهداء والجرحي من بين صفوف شبابه بعد نجاح البلطجية والذين ينتمون الي الطرف الثالث الذي يعلق الجميع عليه الأخطاء ولم تستطع قوات الأمن أو الجيش أو المخابرات أو أية قوي سياسية أو حزبية في التوصل ألي أفراد الطرف الثالث أو الذين يمولونه سواء من الداخل أو الخارج وتقع أيضا الفتنة بين الشعب والشرطة وكل من الجانبين يتهم الآخر بالعدوان ليشتعل المشهد السياسي في معظم الميادين والشوارع بالعاصمة والمحافظات ..ولأن المناخ ضبابي فلا أحد يتحمل المسئولية بل يتبادل الجميع الاتهامات وحتي شكل المظاهرات والمليونيات بدأ يختلف وترتفع فيه موجات العنف و العنف المضاد بعد أن استخدم الجميع الأسلحة البيضاء والنارية في القتل والذبح واقتحام المنشآت العامة والخاصة واشعال الحرائق بلا واعز من الضمير وكأن هذا البلد ليس مصر التي أنجبتنا وتربينا علي أرضها وشربنا من نيلها.. ثم نجد عدم الاهتمام برسم مخرج من هذة الأزمات المتلاحقة التي تهددنا بالإفلاس والانهيار في كل مناحي الحياة وعندما نسمع أصواتا عاقلة للحوار أو التفاوض بين أصحاب المصلحة في ادارة شئوننا وحياتنا نجد أن الجبل دائما يتمخض عن فأر صغير ولا نجد للحوار معني سوي مزيد من الفرقة والانشقاق والانقسام وتزداد اللوغاريتمات تعقيدا عندما نري خروج معظم رموز الفساد السابق من السجون مقابل التصالح ودفع الملايين ولا أحد يعرف أين ذهبت وإن كنا ننتظر أن يتم وضعها في الاحتياطي المركزي حتي ندفع عن مصر شبح الإفلاس القريب.. ثم نري الأحزاب والقوي السياسية تتعارك وتتبادل الصراعات بصورة جعلت الشعب لا يثق في قراراتهم أو برامجهم التي يشوبها الكثير من التلاعب بمقدرات الشعب وحتي الخلاف الدائر حول الأنتخابات البرلمانية القادمة أصبح لا يبشر بالخير بعد صدور حكم الدستورية العليا بعدم دستورية قانونها من حيث الدوائر وأعداد المنتخبين والمرشحين ..كما أن هناك لوغاريتمات كثيرة تبحث عن حل حول مشكلة البطالة التي بلغت 15مليونا بين الشباب بينهم 70 ألفا من حملة الماجيستير والدكتوراة في حين أن الطريق للوظيفة أصبح يحتاج الي واسطة من الكوادر القيادية السياسية والحزبية ..نتمني أن نسمع قريبا عن حلول سريعة ومخلصة لهذة اللوغاريتمات المصرية .