محمد عبدالمقصود الطاقة الشمسية هي أمل العالم في تخفيض انبعاثات الكربون للغلاف الجوي التي تسبب تغيرات المناخ.. لهذا تسرع الدول الأوروبية والأمريكية بل وبعض الدول العربية في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوليد الكهرباء من طاقة الشمس. وقد خصصت المانيا 40 مليار دولار لتنفيذ مشروع ضخم لاستغلال شمس ساحل شمال أفريقيا في توليد الكهرباء وتصديرها الي أوروبا والاستغناء عن نسبة كبيرة من الطاقة الأحفورية المستخدمة في صورة سولار ومازوت وحتي غاز طبيعي في توليد الكهرباء. ونحن في مصر مازلنا نتعثر في تنفيذ مشروع توليد الطاقة الكهربية من الطاقة النووية.. ومازلنا نتحاور هل من الاصلح ان ننفذ مشروع المحطة النووية في الضبعة أم نستغل الارض في المشروعات السياحية والزراعية.. وهل من الافضل لنا ان نلجأ لطاقة الشمس والرياح كبديل عن الطاقة النووية.. ولم نتقدم خطوة واحدة في هذا الاتجاه او ذاك. ومازلنا نسمع عن تنفيذ مشروع رائد لتحويل احدي المدن الجديدة الشيخ زايد الي مدينة خضراء باستخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه في المرحلة الاولي ثم في توليد الكهرباء في المرحلة الثانية بالتعاون مع المانيا.. ولكن لم يتعد الامر مرحلة السماع فقط ولم تتحرك الأمور قيد أنملة. وخلال الشهر الماضي عقد أكثر من 265 خبيرا بيئيا من مختلف التخصصات اجتماعا هاما في اطار المنتدي المصري للتنمية المستدامة.. وكان الموضوع الذي حاز علي أغلب مناقشات علماء مصر هو ضرورة التوجه الي الطاقات الجديدة والمتجددة في مختلف نواحي التنمية في مصر سواء في النقل او في تشغيل المصانع أو المزارع او حتي انارة المنازل وركزوا علي طاقتي الشمس والرياح باعتبارهما الامل في هذا التوجه.. الي جانب توليد الطاقة من القمامة ومخلفات المزارع سواء طاقة حرارية او طاقة كهربية. ان مصر التي تسطع فيها الشمس اكثر من 360 يوما في العام لابد ان تدخل وفورا في استغلال تكنولوجيا استغلال طاقة الشمس .. حتي ولو كانت هذه التكنولوجيا غالية الثمن فسوف يأتي اليوم الذي تكون فيه هذه التكنولوجيا رخيصة.. والمنتج منها رخيص.. المهم ان نبدأ وان تكون لدينا الارادة السياسية والشعبية علي تنفيذ هذه المشروعات.. واعتقد ان مصر لديها من العقول والخبرات الفنية التي تؤهلها لاقتحام هذا المجال.. فالمهندس الذي ينير المانيا بالطاقة الشمسية هو مصري.. وليس لديه أي مانع أن ينقل خبراته الي بلاده المهم ان نبدأ.