ما أهمية وضوح الرؤية للمجتمع؟ في اعتقادي أنه آن الوقت - وقد يكون فات الكثير من الوقت- لحسم قضية مستقبل مصر، المستقبل يتطلب رؤية.. والرؤية تتطلب فكرا وعلما، وحبا وإخلاصا، وجهدا وعرقا، واختلافا واتفاقا؟ وحوارا وحسما... رؤية المجتمع تماثل رؤية الفرد... إذا صحت صار في طريقه وإذا ضاعت ضل طريقه.. تأمل ما هو حولنا وما أصبحنا عليه.. حياتنا هي محصلة رؤي الأمس وغدانا هو نتاج ما لدينا من رؤية الآن... للأسف الشديد الطاقة الوطنية لمن هم علي الساحة من ساسة واصحاب مصالح وإعلام وجزء لا بأس به من الحكومة والأحزاب لا تري إلا الكرسي كهدف والسلطة كغاية... هناك بداية لم تكتمل يقودها المجلس الأعلي للتخطيط العمراني منذ العام الماضي... لا يري شعب مصر رؤية لمصر لعام 0302 أو لعام 0502... ولا يري المجتمع برنامج عمل هو عقد قانوني للساسة مع المجتمع وفق أولوياته ولا توجد فرق وأحزاب تتنافس حول هذه الأولويات... نحن مجتمع يحتاج أن يري كي يتقدم ولكي يري يجب طرح ما يجب أن نكون عليه وليس فقط برامج تحسين أو تجميل ما كان يجب ان نكون عليه من ثلاثين عاما مضت... طرح الرؤية الوطنية هو واجب والتزام لكل القوي الوطنية ولعمالقة الفكر و العلم وللنخبة وللقوي العاملة في هذا المجتمع.. فهل يمكن ان نري مصر جديدة أفضل مما نراها الآن؟ الاجابة نعم.. حدث ذلك من قبل في أمم تقدمت مثل الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وفي دول تقفز مثل الصين وماليزيا وسنغافورة بل يحدث بقوة في الخليج العربي الآن مشروع التقدم أساسه »رؤية المجتمع« أساسه يشمل أولا: عدد وتركيبة السكان أين سنستوعب 011 ملايين نسمة عام 0202 وأين سنستوعب 851 مليون نسمة عام 0502 »ضعف سكان مصر حاليا«... إما بتخطيط أو بمزيد من العشوائيات؟ إما علي أرض جديدة أو بالتعدي علي الأرض الحالية من مبان أو أرض زراعية؟، ثانيا: بخريطة واضحة للتنمية العمرانية عليها المدن والقري الجديدة والتوسعات والامتدادات بالمدن والقري الحالية وبتحقيق الترابط بين التخطيط واستيعاب السكان زمنيا وعددا، ثالثا: بخريطة واضحة للتنمية الاقتصادية دافعة ومشجعة للتنمية العمرانية بحيث نخلق فرصة العمل قبل مساكن الإيواء والبطالة ونخلق النشاط الاقتصادي ليكون جاذبا للعمران وللأجيال الشابة.. والتساؤل عشنا بمصر دلتا وصعيد أربعة آلاف عام هل يمكن أن ننشئ خمس مناطق جديدة تكون كل منها دلتا جديدة ومجتمعات متكاملة جاذبة تشمل علي سبيل المثال وليس الحصر مشروع تنمية وتعمير سيناء، شمال بورسعيد، وتنمية وتطوير مدن القناة، ومخطط محافظات الدلتا العصرية، والاسكندرية، الساحل الشمالي، شمال الصعيد، وجنوب الصعيد والوادي الجديد... إلخ، رابعا: بنية خدمات متكاملة تشمل وبأهمية قصوي مخططا متكاملا للنقل والطرق والمواصلات، مخططا متكاملا للتعليم والصحة وغيرها... القطاع الوحيد الذي يسبق مصر في تخطيطه هو قطاع الكهرباء... خامسا: مخطط تنمية »للإنسان والبشر« اساسه تعليم وثقافة وصحيح الدين والأخلاق... يركز علي تكوين وتشكيل ما نحلم به لاولادنا هل نريدهم جزءا من العالم أم في عزلة عنه، هل نريدهم منافسين لغيرهم، أم تابعين لأي منهم، هل منفتحين أم منغلقين، هل علماء أم ارهابيين، هل بناة أم مشاغبين.. رؤية المستقبل هدفها الانسان وأساسها الانسان.. سادسا: مخطط لموارد المجتمع الطبيعية من مياه وأرض »رزرع وعمران«، من بترول ومعادن، من هواء وبيئة.. فكيف سنوظفها ونديرها ونحميها ونعظم عائدها للأجيال... وهكذا.. أولويات مصر... والحديث عن التغيير والاصلاح ليس بهدم كل ما هو جار أو بشعارات لا تنتمي لحاضر ولا تصف المستقبل... التغيير الحقيقي أساسه رؤية للوطن وأولويات يتفق عليها ابناء الوطن وفرق وأحزاب تتنافس لتنفيذ برامج تعكس الأولويات ومجتمع يختار أفضل الفرق لتحقيق هذا البرنامج بأسلوب ديمقراطي وفي مناخ ديمقراطي.. التقدم اساسه رؤية... طال انتظارها وادعو لصياغاتها وللانتهاء منها... وللحديث بقية. [email protected]