العمال اثناء سد نوافذ سور الاتحادية بعد ليلة دامية من الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في ذكري التنحي شهد محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة حالة من الهدوء بعد توقف الاشتباكات التي استمرت حتي الساعات الاولي من صباح امس. كانت قوات الامن قد اطلقت العديد من القنابل المسيلة للدموع بالاضافة الي استخدام خراطيم المياه لابعاد المتظاهرين عندما حاولوا اقتحام البوابة رقم "4" ونجحت قوات الحرس الجمهوري وقوات الامن المركزي في تفريقهم. ومن جانبه غاب المتظاهرون عن محيط قصر الاتحادية وشهدت الشوارع المحيطة بالقصر سيولة مرورية بعد ان تم فتح جميع شوارعه بصورة كاملة وذلك بعد الاحداث الدامية الاخيرة التي شهدها القصر أول أمس. كثفت قوات الحرس الجمهوري من تمركزها بمحيط القصر بجانب استمرار تواجد الاسلاك الشائكة التي احاطت جميع بوابات القصر الجمهوري خوفا من اندلاع اي اعمال شغب حيث تمركزت ببوابات رقم "3"و"4" والتي استبدلت بقوات الامن المركزي التي انحصر تمركزها فقط علي بوابة رقم "5" الخاصة بدخول الرئيس والوزراء مع وضع الاسلاك الشائكة والحواجز الحديدية امام بوابات القصر جميعا كما قام بعض قوات الحرس الجمهوري بفتح جزء من الاسلاك الشائكة امام بوابة رقم "4"لتكون طريقا يعبرون منه واحضار كمية من الطوب الاحمر والاسمنت لاغلاق الشبابيك الخاصة بمكتب امن البوابة واغلاقه من الخارج لكي يتم تسويته بسور القصر وحتي لا يتسلقه احد وقد عادت الحركة المرورية الي طبيعتها بشارع الميرغني الذي شهد اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن وكذلك كافة الشوارع المجاورة بالقصر. في السياق ذاته صرح احد الاطباء بسيارات الاسعاف المتواجدة امام بوابات القصر انه لم تكن هناك اي حالات خطيرة تستدعي الذهاب الي المستشفيات وان معظم الاصابات كانت نتيجة الاختناق بسبب الغاز المسيل للدموع . وشهدت الحديقة المقابلة للقصر المجاوره لمسجد عمر بن عبدالعزيز اختفاء جميع الباعة الجائلين الذين تواجدوا بها طوال احدث ذكري التنحي وقيام عمال النظافة بتنظيف شوارع القصر وازالة اثار الاشتباكات والعمل علي ازالة الاشجار التي حرقت في الاشتباكات.. كما قام بعض اصحاب المحلات التجارية في محيط قصر الاتحادية باغلاق المحال خوفا من اندلاع اعمال عنف يتوقعه البعض في احداث في الايام المقبلة. عاش سكان حي مصر الجديدة وخاصة في شارع الميرغني قرب قصر الاتحادية الذي شهد اشتباكات عنيفة مساء اول امس بين قوات الامن والمتظاهرين ليلة سوداء خلال الاحتفال بذكري التنحي .. ليلة تحول لون وطعم ورائحة مسائها ليختلط بسحابة الدخان المسيل للدموع الذي غطي سماء المنطقة بعد محاولات اقتحامه وتسلق اسواره.. وعمليات من الكر والفر التي تواصلت طوال المساء واستمرت حتي الساعات الاولي من الصباح بين المتظاهرين الذين تقدمهم اعضاء البلاك بلوك والتراس ثورجي وافراد الامن كل منهما بسلاحه، ففي البداية نجح المحتجون في ازالة الاسلاك الشائكة من امام بوابة القصر الرئاسي ثم حاولوا تسلق اسواره والقاء الطوب والحجارة عليه .