قديما قالوا أن هناك لعنات تصيب من ينبش قبور قدماء المصريين أخذت محلها من الدراسة والبحث ليصل القائمون عليها بالتحليل لمعرفة السبب. لكنها دائما كانت تعلل نتائج ابحاثها وما توصلت إليه بأن هذا السر دفن مع الاجداد ولا يصح لاحفادهم او العابثين بقبورهم ان يصلوا اليه وكلما اقحم نفسه لمعرفته اصابته اللعنة. واليوم ونحن في خضم هذا الضباب السياسي اظن اننا اصبنا بهذه اللعنة ولكنها ليست كلعنة الاجداد بل هي من نوع جديد تسمي لعنة المخلوع. فالمتابع للثورة المصرية منذ قيامها يري انها قامت علي شيء فريد وهو التوحد بعيدا كل البعد عن الانتماءات والدين والاحزاب. وما ان سقط النظام واعلن عن محاكمته حتي ذهب الجميع الي ان ذلك اساس العدل. وما ان بدأت الاجراءات القانونية في نبش الماضي وتتبع عورات الفساد السياسي حتي انطلقت في الأفق كلمة »فلول«. لا أحد يعرف من أطلقها ولكن كان المقصود بها هو إلهاء هذا الشعب وتقسيمه حتي يذهب البعض الي معارضة محاكمة رموز النظام السابق والبعض يؤيد ومن كان مع هذا أو ذاك يتباري كل منهم بتبادل الاتهامات ويطلقون للكلمة العنان. نعم الكل فلول لأننا جميعا ساهمنا بشكل أو بآخر في هذه الحقبة السياسية علي مدي 30 عاما حتي المعارضة ومن اعلنوا انهم دفعوا الفاتورة من حياتهم داخل السجون. لكن المرارة تزداد يوما بعد يوم بعد حالات الاستقطاب التي نعيشها اليوم بما فيها من تبادل الاتهامات والتخوين. ارجوكم لا احد يزكي نفسه.. الكل جلس علي مائدة المفاوضات حتي آخر لحظة لسقوط هذا النظام سواء كانت مباشرة أو مع رجاله حتي وصلت لأمنه الوطني والقومي حتي الشباب لا يبرئون انفسهم. نعم فعلوها مع النظام ومع المجلس العسكري فلا داعي للتخوين او ادعاء البطولة. فالطريق مازال أمامنا طويلا وان كان وصل بنا الامر الي رئيس منتخب لكننا مازلنا نحبو في طريق الديمقراطية. من منا بلا خطيئة؟ الكل مبتلي ودعونا من البطولات الزائفة وليتعظ الجميع وليعلم أن مصر ليست غنيمة وكفانا تقسيم الغنائم فالكل لابد أن يعمل ولا يقصي احد فمصر للجميع.