10 اتفاقيات تجارية معطلة بين مصر والسنغال خلال 12 عاما

المصدرون المصريون يطاردون الأتراك والصينيون في داكار

السنغال.. دولة تستورد كل شئ.. عدد سكانها حوالي 13 مليون نسمة ولكنها بوابة رئيسية لحوالي 5 دول هي غينيا وغينيا وبيساو وجامبا وريوريناينا ومالي.. البعض يري ان التواجد المصري في الاسواق الافريقية تأخر كثيرا مما ادي الي سيطرة اللبنانيين والهنود والاتراك علي حركة التجارة هناك بينما يري البعض الاخر ان الفرصة مازالت قائمة نظرا لانخفاض اسعار السلع المصرية وجودتها مقابل ارتفاع أسعار السلع في بعض الدول الاخري.
المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والاسمدة برئاسة د. وليد هلال نظم بعثة ترويجية الي دولة السنغال تمثل قطاعات الكيماويات والاسمدة والسلع الهندسية والغذائية والمنسوجات لطرق ابواب السوق السنغالي.. البعثة المصرية ضمت مجموعة كبيرة من شباب المصدرين الذين عقدوا اكثر من 200 لقاء مع رجال اعمال ومستثمرين سنغال واكتشفوا ان الفرصة مازالت قائمة للتواجد المصري في السوق السنغالي بشرط مساندة الحكومة للشركات التي ترغب في التصدير للأسواق الافريقية بصفة عامة نظرا لارتفاع تكلفة الشحن وبعض المخاطر التي يمكن ان تواجه الصادرات بجانب المنافسة الشرسة مع الاتراك والهنود والصينيين والذين تواجدوا منذ سنوات هناك.
"الأخبار" تستعرض من خلال هذه السطور نتائج زيارة البعثة ورؤية المصدرين المصريين في مستقبل العلاقات التجارية مع السنغال والمقترحات التي تساهم في زيادة التواجد المصري بصفة مستمرة في الاسواق السنغالية
المستقبل للشباب
السفير هشام ماهر سفير مصر بالسنغال يري ان وجود بعثة مصرية تضم شباب المصدرين يؤكد ان الفكر المصري بدأ يتغير بالفعل وان هؤلاء الشباب من الممكن ان يحققوا ما فشل فيه الكبار بشرط عدم الوقوع في اخطاء الماضي ووضع آليات تضمن استمرار التواصل مع الجانب السنغالي حتي لا تكون البعثة مجرد زيارة ترفيهية لان العديد من الدول تنظر الي اسواق السنغال علي انه مستقبل غرب افريقيا.
ويؤكد السفير المصري ان استقرار الاوضاع السياسية في مصر واحياء الدور المصري المفقود منذ سنوات في دول القارة السمراء سيعيد الحياة التجارية بين دول القارة ويجعل من مصر منفذا رسميا لتوريد السلع للاسواق خاصة وان هذه الدول مازالت تعترف بدور مصر في الاستقلال والتعليم من خلال الازهر الشريف.
تفعيل الاتفاقيات
بينما يري ممدوح سليمان الوزير المفوض التجاري المصري ان زمن توقيع الاتفاقيات والبروتوكولات التي لا تنفذ قد تنتهي ويقول ان مصر منذ عام 2001 وحتي الان وقعت 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الجانب السنغالي ولم يتم تفعيل اي اتفاقية حتي الان والنتيجة ان حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 16 مليون دولار فقط رغم ان السوق السنغالي يستورد كل شئ.
ويري سليمان ان البعثات الترويجية والتسويقية هي الامل لاحياء التبادل التجاري مع افريقيا بشرط الجدية والتعاون المشترك بين الشركات المصرية مع ضرورة وضع الخطط من جانب القطاع الخاص للتواجد المستمر في الاسواق خاصة وان المنتجات الموجودة في اسواق السنغال أقل جودة من المنتجات المصرية.
وقال ان السنغال تقوم بتصدير الاسماك والذرة الصفراء ومصر تحتاج الي هذه السلع بينما تستورد الموارد الغذائية ووسائل المواصلات والالات والمعدات الزراعية وغيرها وأجهزة الحاسب الآلي وكلها سلع متوافرة في مصر وبأسعار تنافسية وهو ما يؤكد ان لدينا فرصة كبيرة لزيادة حجم التبادل التجاري الي مئات الملايين من الدولارات.
عودة النصر
وكشف مصطفي عبد الرحمن رئيس مكتب شركة النصر للاستيراد والتصدير بالسنغال عن تنفيذ اول صفقة لتوريد الاسماك السنغالية الي مصر وايضا اول صفقة تصدير موالح مصرية الي السنغال من خلال مكتب الشركة مؤكدا ان السوق السنغالي مهم جدا بالنسبة للمصدرين المصريين.
واقترح ان تقوم شركة النصر بتأجير مخازن للسلع المصرية في السنغال ويتم تخزين المنتجات فيها وبيعها بطريقة مباشرة لضمان عدم المخاطر مؤكدا ان الشركة الام ستقوم بالتشاور مع المجالس التصديرية لتفعيل القكرة والتي لاقت ترحيبا من رجال الاعمال المشاركين في البعثة.
دراسة الأسواق
وحول النتائج التي حققتها البعثة قال احمد هندي المدير التنفيذي للمجلس التصديري ان البعثة هي الخامسة لدول افريقيا وان جميع البعثات السابقة حققت نجاحات كبيرة خاصة وان المجلس لا يقوم بإيفاد اي بعثة للخارج إلا بعد دراسة الاسواق علي الطبيعة وتقييم فرص تواجد المنتجات المصرية في الاسواق حتي لا تكون بعثات ترفيهية.
ويري هندي ان اللقاءات التي عقدتها الشركات المصرية علي مدار اربعة ايام متتالية ستؤدي الي عقد صفقات كبيرة نظرا لاهتمام الجانب السنغالي بالبعثة والحرص علي معرفة جميع التفاصيل عن كل شركة وحجم انتاجها ومدي التزامها في ابرام الصفقات مؤكدا ان تعاون السفارات المصرية والمكاتب التجارية مع البعثات الترويجية في افريقيا سيساهم في سرعة إتمام الصفقات.
لصالح مصر
ومن جانبهم يري شباب المصدرين المصريين الذين شاركوا في بعثة طرق الابواب ان الاسواق الافريقية اصبحت منفذا جيدا لترويج الصادرات المصرية.
وقال هيثم العايدي صاحب احدي شركات تصنيع الالومنيوم ان السوق الافريقي وخاصة السنغالي يستطيع ان يستوعب صادرات مصرية بأرقام كبيرة نظرا لانخفاض سعر المنتج المصري مقارنة بالمنتجات الاخري.
واكد ان البعثات الترويجية المنظمة سوف تساهم في الترويج الحقيقي للسلع المصرية خاصة وان دولا كثيرة سبقت مصر الي هذه الاسواق وهو ما اكده المستوردون في السنغال الامر الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد لضمان التواجد في الاسواق الافريقية.
وقال تامر الرويني مدير تصدير احدي شركات المفروشات ان الخروج للاسواق الخارجية مكسب كبير للسلع المصرية وان الاسواق الافريقية رغم انها اصبحت ممتلئة بالسلع الصينية والتركية والفرنسية إلا ان هناك فرصا حقيقية للمنتج المصري الذي يتمتع بالجودة العالية والسعر المناسب بشرط البحث عن اساليب جديدة للتسويق والترويج.
إزالة العقبات
وقال محمد صالح مدير التصدير بإحدي شركات البويات ان الحكومة اصبحت مطالبة الان اكثر من اي وقت مضي بدعم صغار المصدرين وإزالة العقبات من امامهم مؤكدا انه كلما التقي احد المستوردين السنغاليين يكتشف ان المصدرين من تركيا ولبنان والهند يتمتعون بمزايا من بلادهم تساعدهم علي غزو الاسواق الافريقية بسهولة نظرا لدعم السلع المصدرة وهو ما يجعل المنافسة سهلة داخل اسواق السنغال.
ويري اشرف السيد مدير التصدير بإحدي شركات انتاج البلاستيك ان نجاح بعثة من شباب المصدرين في غزو الاسواق الافريقية والدخول في المنافسة مع المصدرين الاتراك والهنود والصينيين يؤكد ان المصدر المصري قادر علي المنافسة لو تهيأت الظروف مطالبا بضرورة استمرار البعثات بنفس مستوي بعثة السنغال لانها ساهمت في فتح قنوات اتصال حقيقية مع المستوردين.
ويؤكد محمد الريس مدير التصدير بإحدي شركات الاسمدة انه نجح في عقد صفقة تصديرية كما اتفق مع مستثمر سنغالي علي اقامة وكالة للشركة المصرية في داكار موضحا ان الاسواق الافريقية تحتاج فقط الي من يطرقون ابوابها وان السوق السنغالي من الاسواق الواعدة والتي يمكن ان تستوعب العديد من الصادرات المصرية وخاصة الاسمدة التي تتمتع بجودة عالية وأسعار تنافسية.
مشاكل النقل
وقال رامي مرسي مصدر مواسير انه يقوم بالتصدير لحوالي 5 دول افريقية وانه نجح من خلال البعثة في فتح قنوات اتصال مع مستثمرين سنغاليين مؤكدا ان الايام القادمة ستشهد عقد صفقات تصديرية.
واشار الي ان القطاع الخاص المصري في حاجة الي مساندة من الجهات المسئولة للتواجد في الاسواق الخارجية وخاصة الاسواق الافريقية مطالبا بضرورة حل مشاكل النقل باعتبارها أحد أهم العقبات التي تحول دون وصول الصادرات المصرية لاسواق القارة السمراء.
زيادة البعثات
وقال خالد العطار مدير تصدير احدي الشركات الكهربائية ان الهدف من زيارة السنغال هو فتح اسواق افريقيا بالكامل امام المنتج المصري وخاصة في قطاع الكابلات الكهربائية واللمبات مؤكدا ان التواجد المصري في هذا المجال بالاسواق الافريقية حقق نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية. وطالب بضرورة زيادة البعثات لاسواق افريقيا واوربا مثلما يفعل الاتراك والهنود والصينيون كما طالب بتكاتف صغار المصدرين لضمان التواجد المستمر في الاسواق الافريقية.
وفي النهاية فإن البعثة المصرية ادت ما عليها ونجحت في عرض وتسويق المنتج المصري.. ويتبقي ان تقوم الجهات المسئولة بمساندة صغار المصدرين ليتمكنوا من متابعة نتائج البعثة املا في الحصول علي صفقات تصديرية تضمن زيادة حجم التبادل التجاري وتتيح للسلع المصرية التواجد والمنافسة لتكون بداية الانطلاق الحقيقية للقطاع الخاص المصري في الاسواق الافريقية.