دون صخب.. أو ضجيج.. تم ضبط الساعة.. عند العاشرة مساء.. كان هذا منذ سنوات.. مع تلك الدقات المنضبطة.. طالعتنا قناة دريم.. لترفع الستار عن أولي بشائر برامج »التوك شو« الفضائية.. معلنة في ثوان قليلة.. عن انطلاق.. وجه مصري.. واضح الملامح.. والكلمات.. والنظرات.. وجه ملئ بالأمل.. والجدية والطموح.. أنه وجه الإعلامية مني الشاذلي.. والتي حفرت لنفسها مكانا بين الفضاء. قبل أن تتحدث اليك تجد عقلها يحاور كلماتها.. يناقشها.. يفندها.. يصنفها في قالب التميز.. لتقدمها لك.. بكل هدوء.. ووعي.. وإتقان. لم تأت البدايات صدفة.. بل كان قبل ظهورها علي الشاشة.. عدة محاولات.. كانت تبحث من خلالها عن مكانها.. تواجدها.. حلمها.. طموحها.. درست العلوم السياسية بالجامعة الامريكية.. أتقنت العلاقات العامة بإحدي الشركات.. أعطاها عملها خبرة الحديث.. والتحاور والاقناع.. ومنها انطلقت للعمل كمراسلة لتليفزيون A.R.T لنجدها تقول لنا دائما وحتي بعد أن اصبحت في دنيا الإعلام.. والكلام.. جملة إعلامية مفيدة.. ان القضية لم تحسم بعد.. وإنها تري وتسمع وتتكلم.. بل انها كانت تحذر البعض بلطف وأدب جم.. لتقول.. لا تذهب هذا المساء. وجاءت الفرصة.. اللحظة.. لتصنع الفارق.. لتقول كلمتها.. في العاشرة مساء علي شاشة »دريم« لتحقق وتؤكد مقولة ارتباط المشاهد بالبرنامج وليس بالقناة التليفزيونية انها مقولة صحيحة.. فقد أدهشت الجميع عند محاورتها لضيوف مثيرة للجدل ما بين سياسيين.. ورجال أعمال.. وعلماء.. ورؤساء مثل الرئيس الامريكي جورج بوش.. وأردوغان.. والمنصف المرزوقي.. لتتألق وتبدع.. وتحلم. مني الشاذلي.. حققت الحلم.. وأصبح لها وجود.. وتواجد.. وقيمة وثمن.. ونجومية.. فكرت.. قررت.. أرادت أن تغير ملامح صورتها لدي المشاهد.. أرادت أن يشاركها.. يشعر بأنه موجود بجوارها.. يعلق.. يتحاور.. يجيب.. يسأل.. أرادت ان يكون له الحق في ان يكون الي معها.. وبثوب جديد.. وفكر طازج.. وقدرة علي الأداء.. والاضواء.. كان انطلاقها الثاني مع المولود الجديد .. قناة M.B.C مصر.. وبرنامجها المصري الخالص.. جملة مفيدة. مني الشاذلي.. مذيعة ذات صوت حاضر الذهن.. وحاضر البديهة.. وحاضر البسمة.. أنها تحاول دائما عبر حواراتها التليفزيونية ان تكون حاضرة.. لها بصمة.. لها أسلوب.. أنها تحاول ان تغوص في قضايا شائكة لتقول بين سطور حوارها.. ان لم نعط لمجتمعنا السمو فعلي الاقل نخفف عنه الألم.. وان لم نعطيه الحقيقة فعلينا الاقناع والصدق.. واذا عجزنا عن الصراحة فعلي الاقل لا نعلمه النفاق.. واذا لم نعطي لمجتمعنا الوضوح والحب والاحساس.. فعلي الاقل نعطيه عقلا افضل ليفكر.. إن مني الشاذلي مذيعة تفكر.. تقول فكرتها.. تدافع عنها.. إنها جملة إعلامية مفيدة في عالم الفضاء. محمد أبو ذكري