مهما اتفقت الاراء أو اختلفت تجاه العصور والأزمنة فإنها تظل حقيقة لا يستطيع أحد ان ينكرها أو يسقطها من الذاكرة، وهذا هو الحال ايضا مع حكام تلك الفترات التاريخية سواء كانوا راشدين أو مستبدين وطغاة.. فقد تولوا مقاليد الحكم وأصبحوا ملوكا ورؤساء، وتعاقبت عليهم الأزمنة والعصور، ومنهم من أنصفه التاريخ ومنهم من استحق اللعنات.. وفي كل الأحوال فإن أسماؤهم مدونه علي صفحاته ولا يمكن محوها سواء طال الزمان أو قصر.. والدراما كما يقولون ذاكرة التاريخ من خلال اعمالها المسرحية والسينمائية والتليفزيونية واذا تجاهلت هذا التاريخ فإنها بالتالي تفتقد مصداقيتها حتي ولو كان ذلك بفعل فاعل، وهو ما حدث مع افلامنا السينمائية التي تم تصويرها أيام الملكية حيث جاءت تعليمات الرقابة بعد ثورة 32 يوليو 2591 بأخفاء صور الملك فاروق من أحداث هذه الأفلام قبل عرضها تليفزيونيا وتم ذلك عن طريق تظليل مكان الصورة لاخفاء معالم صاحبها عن عيون المشاهدين وكان ذلك مثار استهزاء وسخرية من جانبهم وفقد وعي وإدراك من جانب الرقابة التي سعت لإسقاط حقبة تاريخية من عمر مصر وكأنها لم تكن!! والآن وبعد نهاية حكم مبارك هل تتعامل الرقابة مع صوره الفوتوغرافية التي ظهرت في اعمالنا الدرامية بهذا المنطق أم أنها من الذكاء والفطنة التي تجعلها تدرك ان مهامها تنحصر في حماية الآداب العامة والقيم والتقاليد وليس حذف حقبة من التاريخ أو تجاهلها مهما كانت الاسباب والمبررات اللهم إني بلغت اللهم فاشهد!!