انهمرت الدموع بفرحة لم تطل علينا من زمن..فالكآبة تحاصرنا من كل اتجاه. والعنف سمة المتحاورين وشرشحة الفضائيات هي الغالبة. تسمرت وبناتي اللاتي اتفقن علي مقاطعة المسلسل التركي الذي نعلق فيه العمل ساعة إذاعتها.. لنستمع لخطبة العريفي الشهيرة عن مصر. فالمشاعرتعجزعن وصف ما يدور بالصدور لتصف الفرحة التي فجرتها كلمات العالم الجليل الشيخ محمد العريفي فكلماته خرجت من القلب في وقت عز فيه الرجال.. رجال أخلصوا لله فخرجت كلماتهم بصدق لتسجل أعظم شهادة لرجل كرمه الله بعلمه وقرآنه. الشيخ السعودي سطر بحروف من نور تاريخا جديداً من المحبة والأخوة لمصر والسعودية وصنع جسرا من ذهب يقوي العلاقة التاريخية.. جاءت كلماته بلسماً يشفي الصدور ويداوي القلوب.. كل هذا الحب. فقد جاءت كلماته معبرة صادقة شاملة. فاجأنا بكم المعلومات والتاريخ الذي جهلناه. كل هذا الخجل فلم نسمع مرادفات استشهدت بحكايات وثوابت ومواقف مشهودة. كأنه كتب تاريخا من جديد. لقد غفل شيوخ مصر مزاياها ونسوها أو تناسوها ونام بعضهم في الفضائيات يجمع الفلوس ويشتت القلوب ويتحرش بكلامه الجارح بالفنانين ليجني شهرة زائفة. اتخذوها مهنة. ليأتي العريفي العارف بخبايا الأمور ليدقق ويفتش في المعاجم مخرجا كنوزا ودرراً. وددت لو رأيته لأقبل رأسه الذي حمل كل هذا العلم وقلبه الذي حمل كل هذا الحب. كلمات الشكر لاتفي..ما جاء بخطبة العريفي أعاد للأذهان ترابط العرب ووحدتهم فهكذا تكون الأخوة وهكذا الحب. نحن لانحتاج معونات بل نحتاج معرفة قدرنا وقدر محبتنا في القلوب فالبلاد كالأشخاص يغريها الثناء خاصة إن كان صادقا وخصوصا لو جاء من إخوة أعزاء. وددت لو نشرت تفاصيل الخطبة التاريخية لكنني أستخلص منها بعض الجمل. فقد جاءت خطبة العالم السعودي الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي في مسجد البوادي بالمملكة العربية السعودية الأسبوع قبل الماضي لتبعث فينا الأمل من جديد فقد خصصها للحديث عن مصر فقط وبدأها قائلا: دعوني أتحدث عن أم الدنيا ووصفها بأجمل العبارات.. هي أم البلاد، وأم المجاهدين والعباد، قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت بركاتها العرب والعجم، هي بلاد كريمة التربة، مؤنسة لذوي الغربة، فكم لمصر وأهلها من فضائل ومزايا. وإذا ذكرت مصر ذكرت الكعبة والبيت الحرام وإذا ذكرت المصريين ذكرت أمنا هاجر، ومارية القبطية، ذكرت أخوال رسولنا وأصهار نبينا. ذكرها القرآن صريحا في أربعة مواضع في القرآن تشريفًا لها وتكريما ولم يذكر الله تعالي قصة نهر في القرآن إلا نهر النيل .وعن الأقباط قال إن هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام، وهي أم إسماعيل جد نبينا عليه الصلاة والسلام، مصرية قبطية ، ومارية سرية رسول الله وأم ولده إبراهيم، مصرية ، ولذلك قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالي عنهما قبط مصر هم أخوال قريش وقال : يا أهل مصر يا أهلي، ويا مشايخي،لا يوجد بيت في العالم العربي إلا وفيه من تعلم علي يد مصري. الإسلام فيكم وجد أعياده، وكنتم يوم الفتح أجناده، أحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده، وحطمتم خط بارليف وعتاده. يكفي المصريات فخرا أن ماء زمزم تفجر إكراما لامرأة مصرية ولابنها. رسالة حب أستمع لخطبة العريفي مرارا ما جاء من كلمات تفيض بالحب. لكن أجمل مرة سمعتها كانت مع صديقي المسيحي الذي وضعها علي تليفونه المحمول وحصل عليها من صديقه عندما تقابلا في الكنيسة. ما فعله سحر كلمات العريفي الصادقة جمع القلوب مسلمين ومسيحيين في لطمة علي وجوه شيوخ التطرف. إنها رسالة حب لمصر والمصريين. شكرا لأخينا السعودي الشيخ محمد العريفي الذي أعطانا درسا عظيما في حب مصر.