فيما رقصت اسرائيل طرباً لمجرد الإعلان عن ترشيح السيناتور الجمهوري جون كيري وزيراً للخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون، ظهرت الأصوات الغاضبة لدي تردد اسم السيناتور الجمهوري تشَك هاجل كمرشح لتولي وزارة الدفاع الأمريكية خلفاً لليون بانيتا. تل ابيب تعتبر جون كيري المرشح الرئاسي السابق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس من كبار الداعمين لها، رغم انه كان يعلن أحياناً بعض المواقف المعارضة للسياسات الإسرائيلية، والتصريحات المنتقدة لممارساتها السياسية، فإنها تقبلت انتقاداته بسهولة. فقد عارض مثلاً سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وانتقد القيود الإسرائيلية علي الإمدادات الواصلة لقطاع غزة، لكنه أيضاً قدم تطمينات مشددة في الربيع الماضي لكل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حول تصميم أوباما علي وقف الطموحات النووية الإيرانية. لذلك كان لافتاً تباين الموقف الإسرائيلي نحو كلا المرشحين من حفاوة بالغة قوبل بها ترشيح كيري مقابل غضب عارم ازاء ترشيح هاجل. قد يكون للجذور اليهودية التي ينتسب لها كيري دور في هذا الترحيب بوجوده ضمن الإدارة الأمريكية، فمع انه كاثوليكي الديانة إلا انه يعتبر أحدث حلقة في سلسلة المسئولين الأمريكيين ذوي الجذور اليهودية إذ انه ينتمي لجدين يهوديين، وتحول أخوه كاميرون الي اليهودية في عام 1983. أما السيناتور الجمهوري السابق تشَك هاجل الذي انشق عن حزبه بسبب الحرب علي العراق، فإن الدوائر الإسرائيلية تتحفظ علي ترشيحه بسبب ما يهمها من موضوعات حول حماس وايران كانت له فيها تصريحات وصفتها تل ابيب والدوائر المؤيدة لها في أمريكا بالمعادية للسامية. ويرصد معارضو تعيينه له سجلاً حافلاً من المواقف المعادية لتل ابيب إبّان عضويته في الكونجرس فقد كان واحداً من أربعة اعضاء فقط رفضوا التوقيع علي رسالة دعم لإسرائيل عند قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكان واحداً من قلائل أعضاء مجلس الشيوخ الذين رفضوا مطالبة الاتحاد الأوروبي بإعلان حزب الله وحماس كمنظمات ارهابية. ورغم ان اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة ( ممثلاً في منظمة إيباك) امتنع عن التعليق علي ترشيح هاجل، فإن الجدل حول تعيينه يعتبر اختباراً لقوة اللوبي الصهيوني، ومن هذه الزاوية تواجه (إيباك) معادلة صفرية، فلو تأكد تعيين هاجل ستكون ضربة قوية لهيبة ومكانة المنظمة، بينما لو لم يتم التعيين سيصبح من الممكن تفسير ذلك علي انه دليل علي النفوذ الطاغي للوبي اليهودي علي السياسة الأمريكية. أما علي الجانب الأمريكي فإن تعيين هاجل سيكون ذريعة للترويج لاتهامات إسرائيل لإدارة أوباما بعدم الحرص علي مصالح تل أبيب، والتمادي لدرجة اعتبار اختيار اوباما لهاجل نوعا من العقاب والتحدي لنتانياهو. مؤيدو هاجل من يهود أمريكا يرون في الحملة اليهودية والإسرائيلية المناهضة لتعيينه وزيراً للدفاع نوعاً من "الحماقة"، ويؤكدون انه ليس كارها لإسرائيل علي الإطلاق لكنه يعلن آراءه بصراحة وموضوعية.