صباح جميل يطل علينا غدا.. صباح عيد ميلاد السيد المسيح.. رسول المحبة والسلام من رب العباد لعباده.. عيسي ابن مريم نبي الله.. ونفحة من روحه العظيمة.. ألقاها إلي أعظم نساء العالمين.. وسيدة نساء الجنة.. مريم بنت عمران.. ليكون معجزة الله علي الأرض. ونحن كمسلمين جعلت عقيدتنا إيماننا بالمسيح عليه السلام.. جزءاً أساسياً من إيماننا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. ومن يكفر بعيسي يكفر بمحمد سلام الله عليهما.. لهذه المناسبة العظيمة أتحدث عن العلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين عبر العصور الضاربة جذورها في التاريخ.. فهذه العلاقة بدأت عندما بشّر عيسي عليه السلام بقدوم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وبعثهِ رسولاً للبشرية كافة .."ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد".. وبنظرة متفحصة للعلاقة الإسلامية المسيحية ندرك تماماً أن هذه العلاقات علي إختلاف أنواعها متشابكة إلي حد لا يمكن تفكيكها.. أو الولوج إلي أساسها.. فهي مبنية علي الإقتناع التام بمفهوم المصير المشترك والدرب الواحد.. وأن المراجعة السريعة لبدايات الدعوة الإسلامية.. تشير إلي نماذج راقية من التعاطف والتعاون ومن الثقة والإحترام.. والإعتراف المتبادل بين النصاري والمسلمين.. فأول قصة يذكرها التاريخ كانت الهجرة إلي الحبشة.. وهي الهجرة الأولي في الإسلام.. إلي أرض النجاشي الملك المسيحي.. حيث أمر رسول الله أصحابه بالهجرة إليها قائلا: "لو خرجتم إلي أرض الحبشة.. فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد" ووصف الحبشة - وهي أرض مسيحية - بأنها أرض صدق.. وهذه إشارة لقوة الوشائج بين الطرفين.. والإحترام المتبادل بين الديانتين.. والإشارات في التاريخ كثيرة علي قوة العلاقة بين المسلمين والنصاري. وفي عيد ميلاد المسيح نقول: لا بد للمسلمين والمسيحيين أن يتماسكوا ويتحدوا أكثر لمواجهة المؤامرات التي تستهدفهم وتحاول بث الفرقة بينهم.. في عيد ميلاد نبي المحبة والسلام نهتف.. سلام علي المهد.. سلام علي القيامة.. وكل عام وكل إخواننا المسيحيين بألف خير ..