يبدو ان الحكومة صدقت الدراسة التي نشرتها احدي الصحف وتقول ان المصريين ينفقون 5 مليارات جنيه في احتفالات رأس السنة علي شكل هدايا ذهبية وأشجار كريسماس ورسائل محمول وسهرات ورحلات سياحية ولهذا قررت تأديبنا وتوقيع عقاب جماعي علينا بإقرار تطبيق التعديلات الضريبية مع رأس السنة الجديدة مقابل هذه السفاهة العقلية والاسراف وهي بذلك فهمتنا غلط وتسير في الاتجاه الخاطئ لانها لم تفرق بين »بتوع الكريسماس« و »بتوع الاتوبيس« الذين لا يعرفون رأس السنة من ذيلها وأن عجز الموازنة لن تسده جيوب هؤلاء الغلابة بعد هروب أركان النظام السابق بأموال مصر واستحالة استردادها فبات عليهم وحدهم سداد فاتورة الانهيار الاقتصادي والتخبط السياسي و الانفلات الامني.. لا أحد ينكر أن هناك اياما صعبة تنتظرنا ولكن هناك ألف طريقة للخروج من الازمة يأتي في أخرها سلب المواطن قروشه في مثل هذه الظروف بينما من الممكن ان تلجأ الحكومة لتشجيع الانتاج والاستثمار والسياحة وتخفيض مظاهر الانفاق و »الابهة« الحكومية وكشف اسرار الصناديق الخاصة وتطبيق نظام التدرج الضريبي وتحصيل مليارات التهرب الضريبي إلي أخر هذه الاجراءات. الخلاصة ان أبسط قواعد الرحمة تقتضي أن تخرج الحكومة يدها من جيوب الغلابة وتطلقها في اتجاهات اخري تحفظ عليها بقايا السلام الاجتماعي وتقيها شر ثورات الجياع.