نهاية فرعون مصر الملك رمسيس الثالث، تأصيل لمؤامرات التوريث في تاريخ مصر.. حسب الاكتشاف العلمي والاثري الذي قاده العالم الدكتور زاهي حواس.. فإن رمسيس الثالث مات مقتولا ضحية مؤامرة من زوجته لتوريث ابنها الحكم بدلا من شقيق الملك.. قتل بالسكين طعنا في ظهره بمشاركة وصيفات وكهنة القصر وبعض حاشية الحكم، وهي الجريمة التي عرفت باسم »مؤامرة الحريم«.. الابن قتل اباه منذ ثلاثة آلاف عام ليرث الحكم.. ويبدو ان هذه العادة المصرية القديمة توضح ما شهدناه في مصر مؤخرا، ابن تسبب في سجن ابيه وموته كمدا طمعا في الحكم. ورغم النهاية الغريبة لفرعون مصر، إلا أنه مات بشرف، نتيجة غدر وطمع الزوجة وابنها في حكم مصر، ولم تكن نهايته مثل غيره من بعض ملوك مصر الذي ماتوا إثر انهيار دولتهم.. في عصور الاضمحلال الفرعونية ينتهي حكم الملك نتيجة اخطاء ارتكبها نظام حكمه. تتشابه مظاهر انهيار الحكم في العصور الفرعونية.. وعادة ما يكون السبب الرئيسي فيها تفكك الدولة، لاسباب عديدة أهمها انهيار القانون وتسخيره لخدمة السادة ضد الرعية وغياب العدالة وحساب الثواب والعقاب.. وهو ما يسفر عن انتشار الفوضي والاضطراب الأمني، وكثيرا ما يواكب ذلك مؤامرات سياسية وصراع علي السلطة، لغيرة احد افراد الاسرة واعوان الحاكم، ودسائس جماعة الكهنة المحيطة بالملك الفرعون، وتحالفات الكهنة باسم الاله آمون، لرعاية مصالحهم، والتمتع بامتيازات القرب من الحاكم.