الدراما التليفزيونية صناعة مثل باقي الصناعات التي تتأثر بالوضع السياسي وربما كانت من الصناعات الاكثر تأثرا به وفي ظل ما يحدث علي الساحة السياسية حاليا.. ماذا عن مستقبل هذه الصناعة وهل ستتغلب صناعة الدراما علي الوضع وتفاجئنا مثلما حدث العام الماضي ونجد اكثر من 06 مسلسلا أم ان الفترة القادمة ستشهد تدهورا لهذه الصناعة؟. هذا ما سيجيب عنه صناع الدراما في السطور التالية: أكد حسن حامد رئيس مجلس ادارة مدينة الانتاج الاعلامي علي الازمة القائمة بشأن الدراما التليفزيونية هذا العام حيث قال لاشك ان الدراما التليفزيونية خاصة والفنون عامة تتأثر بما يحدث علي ارض الواقع من صراعات سياسية وانقسامات فكرية، والانتاج العام او الحكومة ليس بعيدا عن هذه الاضطراب حيث يتأثر بحالة السوق الدرامي وهذا ما وضح في حالة الاضطراب التي تشهدها خريطة مدينة الانتاج للعام الدرامي القادم حيث كانت نيتنا تتجه الي انتاج 21 عملا بميزانية 021 مليونا ولكن حالة الكساد والركود والصراع الذي يشهده المجتمع اصابت خريطتنا الرمضانية وتم وضع الخريطة برمتها للدراسة من جديد وهذه خطوة لتقليص عدد الاعمال هذا العام. ويضيف وما اعتقده ان عدد الاعمال التي ستصل الي الشاشات في نهاية المطاف لتعرض في رمضان القادم ستكون قليلة وهذا يصب في مصلحة منافسينا من الدراما الخارجية وخاصة التركية الجاهزة للانقضاض علي السوق المصري. أما المخرج محمد فاضل فيري ان الفرصة مازالت سانحة لتتجاوز الدراما التليفزيونية كبوتها وتعود للنور مرة اخري حيث قال امامنا حتي اوائل العام الجديد لتنطلق الدراما التليفزيونية من جديد واذا ما فات قطار العام الجديد ستتأثر الدراما لسنوات لتعود مرة اخري، ولكن انطلاق الدراما من عدمه يعود للاستقرار السياسي فالدراما في مصر ترتبط بالحالة السياسية السائدة، وكما حدث في يناير الثورة اضطربت الحياة الفنية والدرامية ولكنها سرعان ما استعادت رونقها في نفس العام وعادت بقوة بعد ذلك. وقال المنتج صفوت غطاس ان عدد الاعمال التي ستخرج علي الشاشات رمضان القادم لن تتعدي ال 51٪ وذلك بسبب عدة عوامل ليست مرتبطة كليا بالوضع السياسي ولكن ايضا تلعب الازمة الاقتصادية دورا كبيرا في هذا الامر حيث لم تسدد المحطات التليفزيونية ما عليها من مستحقات للمنتجين ليبدأوا عامهم الدرامي الجديد. ايضا لم يقم التليفزيون المصري هو الآخر بسداد مديونياته وهذا ما يزيد الأزمة سوءا. المخرج مجدي ابوعميرة يقول لا احد يستطيع التنبؤ بالخريطة الرمضانية القادمة، فقد حدث قبل ذلك ان توقفت الدراما في عام الثورة وتوقع الجميع ان ينتهي بها الحال علي ذلك وفي اللحظات الاخيرة انطلق قطارها ب 53 عملا وهكذا وهذا ما اتوقعه هذا العام، فلا يمكن ان تتصور شهر رمضان الموسم الرئيسي للدراما بدون دراما. ويقول المؤلف محمد صفاء عامر ان المعركة القادمة ليست في وجود خريطة رمضانية أو اللحاق بشهر رمضان من عدمه ولكن المعركة ستنتقل الي وجود الدراما نفسها في المجتمع المصري من عدمه، وهذا ما اعتقده سيستغرق الكثير من الوقت والكثير من الكفاح لاننا نقاتل من اجل صناعتنا امام من لا يعترف بنا أو بما تقدمه. ويضيف المؤلف مجدي صابر ان ما يحدث دراميا الان هو كارثة حقيقية وخراب بيوت فالانتاج الخاص قد توقف تماما ايضا الانتاج الحكومي والكل ينتظر استقرار الاوضاع السياسية وهدوء الشارع المصري وعودة الحياة الطبيعية وما اعتقده لا احد يستطيع انقاذ الدراما او التدخل في هذا الشأن الا الاستقرار.