المرحلة الأولي من الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد أظهرت عن مشاركة معظم المصريين في ابداء رأيهم سواء بنعم أو لا وقد سبقها عدد من الحوارات ووجهات النظر المختلفة بين المؤيدين والمعارضين فكيف يمكن ترسيخ ثقافة لغة الحوار واحترام الرآي الآخر والتركيز علي نشر القيم الأخلاقية والتفاهم للمساعدة علي تطوير وتحديث المجتمع بعيدا عن ثقافة العنف والقوة؟ يقول الدكتور إلهامي عبد العزيز إستاذ علم النفس جامعة عين شمس أنه رغم المقولة الشهيرة إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فكثيرا ما يحدث العكس ويتحول الخلاف في الرآي ووجهات النظر بين أي شخصين أو مجموعات إلي مشاحنات وإثارة للمشاكل قد تصل بهم إلي مرحلة الأزمة وهو ما شعرنا به جميعاً بعد وضع مشروع دستور مصر الجديد فلغة الحوار لا توجد في المجتمع المصري وإنما نجد أن كل من يتحاور يختلف مع الآخر لأننا لم ندرب أولادنا علي ثقافة الحوار فالاختلاف لايعني الجرأة أو التحدث أو الرفض للآخر أو الصدام ولكنه من الأمور الحياتية الطبيعية التي يجب أن يتقبلها حتي ولو اختلفت وجهات النظر ولكن الذي نلاحظه ونلمسه أن العنف هو السائد في التعاملات. وحتي نتجنب العنف يجب إعادة لغة الحوار البناء التي تتطلب اعادة التوعية السليمة من قبل الاسرة فهي صاحبة الدعوة في حماية الابناء والوطن بتبادل الاحاديث والآراء والتعليق المستمر علي المشاهد والاحداث وتوجيههم إلي كيفية المناقشة والحوار والاداب السلوكية المرتبطة بثقافتنا عند التعبير عن الرآي في إطار من الموضوعية والاحترام والوقوف في مواجهة أي محاولة للتخريب فعندما يخرجون ليعبروا عن آرائهم ننصحهم بالحرص علي منشآت بلدهم فلا يدمرونها أو يحرقونها وتوعيتهم بعدم الانخراط غير المحسوب في بعض المجتمعات ورفضهم للفوضي والعنف. وننصح أفراد الاسرة بتجنب الاستماع إلي دعاوي التشكيك المستمرة والتحلي بالعقلانية والبحث عن مصلحة الوطن ووضع الامور في نصابها وتقبل وجهة نظر ورأي الآخر لنكون جميعا قدوة لأبنائنا وأحفادنا كما ننصحهم بان يكونوا ايجابيين ويتوحدوا فنحن الان محتاجون إلي تعظيم الايجابيات والقيم النبيلة في حياتنا والقضاء علي السلبيات وأن نصل فيما بيننا إلي مرحلة التوافق والاستقرار.