التاريخ حافل بالمتاجرين بالدين، في العصور المظلمة باع القساوسة صكوك الجنة للعامة والدهماء،لم ولن تنتهي المتاجرة بالأديان، لأن شيوخ السلطان هم سدنة المعبد وأحفاد الكهان . تعالوا نري ما جري لقنصوة الغوري سلطان مصرالذي تولي رعاية الأماكن المقدسة في مكة والمدينة والقدس، وكان مسئولاً عن كسوة الكعبة التي يرسلها مع المحمل، الذي لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين، السلطان الغوري كتب رسالة للسلطان العثماني سليم الأول عندما علم بحشود العثمانيين التي تستعد لغزو مصر، قال له فيها عَلِمْنا أنك جمعتَ عساكرك، وعزمتَ علي تسييرهم علينا، فتعجّبتْ نفسنا غاية التعجّب لأن كلنا، والحمد لله ،من سلاطين أهل الإسلام وتحت حُكْمِنا مسلمون موحدون "، سليم الأول كذب في رده علي الغوري قائلا يعلم الله، وكفي به شهيداً، أنه لم يخطر ببالنا قط طمعٌ في أحد سلاطين المسلمين أو في مملكته، أو رغبةٌ في إلحاق الضرر به، فالشرع ينهي عن ذلك يا لبشاعة الكذب عندما يكون مشفوعا بالقسم باسم الله، سليم الأول لم يكن ينقصه لإتمام الغزو سوي فتوي تبيح له غزو بلدٍ مسلم، سلطانه هو خادم الحرمين، وعلي أرضه يقف الأزهر الشريف شامخا كمنارة لكل المسلمين في العالم كمال باشا زاده قاضي عسكر الأناضول هو من ابتكر الفتوي التي تجيز غزو مصر، فتّش في القرآن الكريم إلي أن وجد قوله تعالي ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذِّكْر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون، شيخ السلطان وظف الدين سياسيا، فسر القول الكريم بأن الأرض هي مصر، وعباديَ الصالحون هم العثمانيون مفتي الأستانة الملقب بمفتي الأنام شيخ الإسلام دخل حلبة المغانم الدنيوية عندما أصدر فتوي تبيح غزو مصر يقول فيها يجوز غزو مصرلأن أهلها قُطّاعُ طُرُق رعاع ،الحربُ والقتال ضدهم غزوٌ وجهادٌ، المقتول منا في هذه الغزوة شهيد ومجاهد ، يا للعجب، نفس الكلام نسمعه الآن، تأملوا رسالة السلطان سليم الأول التي يقول فيها للسلطان الغوري، بعد الفتوي التي اجازت له غزو مصر، إن الله قد أوحي إليّ بأن أملك الأرض والبلاد من الشرق إلي الغرب كما ملكها الإسكندر، أنا خليفة الله في أرضه، أنا أولي منك بخدمة الحرمين الشريفين، خليفة الله صمم علي غزو بلد مسلم بتأويل النص الذي يجعل دمَ المسلم علي المسلم حراماً، بل ويجعله أعز عند الله من البيت الحرام، كان من أول خيرات سليم الأول ان قام بشنق طومان باي علي باب زويلة، لكن المصريين الاذكياء بالفطرة ظلوا يقرأون له الفاتحة،اطلقوا علي المكان الذي شُنق فيه بوابة المتولّي ، من هنا ولد الدعاء المصري يارب يا متجلّي إهلكْ العثمانللي