عندما أردت ان اخرج مشاعر الغضب والقلق والحزن وافرغ ما في قلبي علي ورقة بيضاء وقف قلمي عاجزا للمرة الاولي في تاريخ علاقتنا معا عن كتابة الكلمات، ليس فراغا في حبارته ولكن فراغا آخر في قاموس المفردات الذي لا يحتوي علي حروف تشبه مآسي وقعت وأخري ننتظرها .فمن يتصور أنه صاحب الحق وأنه يملك كل المبررات والأعذار لما حدث من فرقة وقتل وخراب فهو واهم، الجميع يقتسمون الذنب والمأساة .فأنت يا من نسيت أننا نركب سفينة الوطن ونبحر فيها سويا بكل ما فينا من اختلافات ونواقص وأخذت تبث سموم الفتنة والانقسام عن قصد في جسد مهترئ بدلا من أن تصلح وتضمد جراح وطنك الذي ينزف لا تستحق ان تعيش فوق هذا التراب وتتنفس هواء هذه الأرض الطيبة. إلي متي سأظل أشاهد ذاك المشهد العقيم الذي يعاد تكراره كل يوم لجبهة الانقسام الوطني الذين استحلوا لأنفسهم أن يقفوا جنبا إلي جنب مع من تلوثت أيديهم بقتل خيرة شبابنا. ولن اتحدث مطولا عنهم وسأكتفي بذلك الاعتراف المرير الذي جاء في مقال كتبه زعيم الجبهة محمد البرادعي لصحيفة الفاينينشيال تايمز الذي أكد فيه أن رجال النظام السابق يمولون جبهتهم لاسقاط ما أسماه "بدولة مرسي الإسلامية"..ورسالتي هنا ليست لهؤلاء ولكن لجبهة وطنية حقيقية غابت عن المشهد عن عمد هي جبهة الثوار الذين خرجوا مرة أخري لميدان التحرير اعتراضا علي قرار لرئيس انتخبوه بعد ثورتهم البيضاء ..أنتم فقط من يحق لكم الحديث والتفاوض لإيجاد الحلول مع الرئيس الذي اعطيتموه الشرعية فلا تلوثوا صفوفكم بمن ألهتهم المواءمات السياسية عن مصلحة الوطن. ولا تنتظروا قراراتهم وبياناتهم سنرضي جميعا بما تتفقون عليه أنتم من قرارات بعد حوار وطني حقيقي..في المقابل رسالتي للرئيس مرسي الذي أقسم أن يكون رئيسا لكل المصريين يجب أن تقصي كل من يقف حائلا بينك وبين شعبك كائنا من كان. لا نريد أن تلتصق صفة اخوانية بكل ما تقول ولا نريد قرارات غير مدروسة من مستشارين مغيبين عن واقع المصريين. فليرحل كل من أثبت فشلا وأشار عليك بقرارات ساهمت في انقسام المصريين. تحدث معنا بوضوح وشفافية واكشف لنا عن كل المتآمرين علي الوطن بالأدلة والبراهين. من حق الشعب ان يعرف ويحاسب ويحاكم .وتذكر أن حمايتك الوحيدة هي محبة شعبك وليست في يد بعض من يظهرون محبتهم وتأييدهم والذين آذوك أكثر من أعدائك بتكفيرهم لمن يعارضك. وحديثي هنا علي من يحولون كل خلاف سياسي عن مساره الطبيعي ليصبح خلافا علي تطبيق الشريعة. قانون الغابة اخترنا جميعا ان يكون خروجنا تأييدا او معارضة لقرار مكانه في الميادين مع ترديد هتافات سلمية لا تهين أحدا.. فإذا اختلفت مكونات هذه المعادلة الديمقراطية وتغيرت شروط التعبير عن الرأي لتتحول إلي بذاءات واعتصامات تشل حركة مؤسسات الدولة تأكدوا أننا ضللنا الطريق. فأنا أرفض الاعتصام أمام قصر الرئاسة الذي هو رمز من رموز الدولة مرورا بالاعتصامات أمام المحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي واخيرا اغلاق مجمع التحرير. لأنني لا اوافق علي تغيير قواعد اللعبة التي تؤصل لمبدأ آخر مبني علي البلطجة مهما كانت الدوافع نبيلة. مؤسسات الدولة يجب أن تدار بالقانون ومن يخطئ يحاسب بالقانون. واذا غاب عنا هذا القانون الضامن للحقوق سيحكمنا قانون آخر هو قانون الغابة والبقاء للأقوي. فأي قانون تختارون؟. حوار الشهداء انت تاني انا مش لسه سايبك من شوية في الخناقة؟ قولي الأول هنمشي ازاي.. المعارضين بيمشوا منين والمؤيدين منين؟ هوه طريق واحد ..بس انا نفسي اعرف مين فينا اللي صح؟ انت قتلت ولا اتقتلت ؟ انا المقتول انت مش شايف. وانا مقتول زيك بالضبط. بس متقلقش احنا في مكان حقنا لا يمكن يضيع فيه أبدا. ونعم بالله ..مقلتليش هنمشي منين؟ ما قلت لك هوه طريق واحد ودم واحد وجنة واحدة مفيش غيرها.