أمنيات كثيرة لا تتحقق في حياة الانسان.. منها حجز مقعد في رحلة حول كوكب الأرض والاستمتاع بأكثر اللحظات تشويقا في التاريخ« السبت: أغرب التصريحات التي قرأتها في هذه الأيام.. تصريح "رئيس جهاز حماية المستهلك المصري"، سعيد الألفي، الذي جاء فيه أن الجهاز لا علاقة له بالرقابة علي أسعار السلع، ولا يتدخل في تحديد سعر أي سلعة أو خدمة، ويرفض تطبيق نظام التسعيرة الجبرية!! وسعر أي سلعة أو خدمة - في رأيه - يتحدد بناء علي آليات السوق من عرض وطلب. والسؤال الموجه الي الحكومة التي اصدرت قانون حماية المستهلك هو: اذا كان الأمر كذلك.. فما هو مبرر وجود جهاز حماية المستهلك المصري؟ واذا كان رئيس هذا الجهاز يتنصل من أي مسئولية تتعلق بقطاع السلع والخدمات، لأن القانون لا يسند اليه مهمة تتعلق بضبط الأسواق لصالح المستهلك.. فكيف يحمي المستهلك المصري؟ هل تتحقق هذه الحماية عن طريق الوقوف موقف المتفرج علي الأسعار وهي تصل الي أرقام فلكية بحيث يعجز المواطنون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية؟ وهل يقتصر عمل هذا الجهاز علي مجرد التحقق من صحة شكاوي مواطن بشأن النقص في وزن سلعة ما، أو عدم صلاحية سلعة أخري، أو عدم مطابقتها للمواصفات، بينما المواطن عاجز تماما ذ باديء ذي بدء ذ عن شراء أي سلعة سواء مطابقة أو غير مطابقة للمعايير التي وضعها السادة الذين أصدروا قانون حماية المستهلك؟ أم أن الغرض الوحيد الذي تأسس بسببه جهاز حماية المستهلك هو إبلاغنا بأن لا علاقة له بحماية المستهلك!؟ المواطن الفقير لم تعد تهمه أو تعنيه نوعية السلعة، لأنه لم يعد ذ أصلا ذ قادرا علي شرائها. هل أصبح تدخل الدولة للحفاظ علي مستوي الأسعار لتكون في متناول أغلبية المواطنين.. جريمة في نظر دعاة السوق العشوائي. مسئولية العقل الأحد: أعترف بأنني لم أعرف قيمة ووزن المفكر الكبير محمد أركون إلا في السنوات الأخيرة من حياته. فقد قضي الرجل صراعا علي امتداد أربعين عاما ضد مختلف مظاهر الجمود الفكري، وكان يفضل دائما اللقاءات الفكرية المفتوحة التي لا تقيدها الأسئلة المنضبطة والمعدة سلفا، والتي يتمتع المحاور خلالها بحرية مطلقة في اطلاق العنان لأفكاره. إنه يتابع معالم الانغلاق التي بدأت تبرز في منطقتنا منذ القرن العاشر، وتتدعم بشكل ملحوظ في القرن الحادي عشر، وهو الانغلاق الذي أصبح الآن أكثر عنفا وشراسة. إنه يرفض القوانين التي تجاوزها الزمن، والتي تتجاهل التطور، وتتعامل مع المرأة علي أنها كائن أدني. وكان أركون يري أن ثمة أشياء مهمة في كتابة تاريخ الفكر، أولها تخطي كل الحواجز الفكرية التي تعوق انطلاقة العقل، لأن هذه الحواجز ذ مهما كانت بسيطة ذ تقود الي التطرف. إذن لا بد من الخروج من سياج التحجر الفكري الذي نعيش فيه اليوم، وأن نكف عن النظر من نافذة صغيرة الي ما يجري حولنا. وهذا عمل يتطلب جهودا خارقة. كان محمد أركون يري ضرورة حماية الانسان وإنسانيته، وطالما دعانا الي أن نبدأ بتحرير المناخ الذي نعمل فيه من الضغوط، وأن تكون المسئولية للعقل وحده، حتي نكتشف أشياء لم نكن لنكتشفها.. إنه يتصدي لهؤلاء الذين يضعون أقفالا علي العقل، ويدعمون خطاب ولغة الجمود الفكري. ويدعو اركون الي إنفتاح الفكر الإسلامي علي الحداثة، ويري أن حالة "النوستالجيه" "الحنين الي الماضي" التي غالبا ما يتغني بها العرب وهم يرتمون في أحضان الماضي.. لأنها ذهبت ولم تعد كما كانت.. والمؤسف في رأيه، أننا نعيش حالة "تسونامي" تجتاح كل شيء، ولكننا ننغلق فكريا أكثر فأكثر. رحلة في الخيال! الاثنين: في العام القادم، تبدأ الرحلات الفضائية التجارية. تقرر ذلك بعد رحلة تجريبية أطلقها البريطاني "ريتشارد برانسون"، وأعلنت عنها شركة "فيرجين جالاكتيك"، قامت خلالها المركبة الفضائية التي تحمل إسم "انتر برايز »VSS « باتمام رحلة جوية علي مسافة 45 ألف قدم، وهبطت في نفس الموقع الذي انطلقت منه وهو صحراء "موجافي".. 370 شخصا حتي الآن حجزوا مقاعد في رحلات الفضاء التجارية القادمة، ودفعوا خمسين مليون دولار. وتصل تكلفة الرحلة الواحدة الي 200 ألف دولار، وتعتزم الشركة القيام برحلة واحدة اسبوعيا، وعلي متنها ستة مسافرين. ويحتاج المسافر الي فترة تدريب تستغرق ثلاثة أيام تسبق موعد الرحلة.. وتشمل قائمة الانتظار نحو 80 الف شخص يريدون حجز مقاعد لهم في رحلات الفضاء. المهم أن الشركة أعلنت عن طموحها للسفر الي الفضاء بتكلفة معقولة. في بعض اللحظات، يداعبني الخيال.. وأتصور أنني يجب أن أقوم بهذه الرحلة ذ أنا أيضا ذ لكي أشعر بهذه القفزة الكبري في تاريخ العلم والتكنولوجيا والفضاء والكرة الأرضية، ولكن مهما كانت تذاكر هذه الرحلة "معقولة"، من وجهة نظر الشركة، فإنها ستكون أكبر بكثير من القدرة المالية لكاتب هذه السطور وأمثاله. والوسيلة الوحيدة للقيام بهذه الرحلة هي تحقيقها في.. الخيال(!) بدلا من انتظار طويل.. بلا جدوي للحصول علي تذكرة الي الفضاء.. ولذلك علينا أن نكتفي بمتابعة أخبار أصحاب الملايين الذين سوف يستمتعون ذ بالنيابة عنا ذ برؤية كوكب الأرض والدوران حوله في أكثر اللحظات تشويقا في التاريخ. ولعلهم يقصون علينا انطباعاتهم دون أن يطالبونا بدفع الأموال نظير الاستماع لهم أو قراءة ما يكتبون. مصير الكِتاب الثلاثاء: "نيكولاس نيجروبونتي"، مؤسس "كمبيوتر محمول لكل طفل" يقول إن ايام الكتاب التقليدي أصبحت معدودة، وإن اختفاء الكتاب سيكون في غضون خمسة أعوام! الثورة التقنية تدفع بسرعة مذهلة الي انتشار الكتب الالكترونية. يقول "نيجروبونتي" عندما تذهب الي إفريقيا، هناك نصف مليون شخص في حاجة الي كتب، ولكن ليس بوسعك إرسال هذا العدد، وبالتالي لا بد علي الاعتماد علي كفاءة التقنية الحديثة، وامكانية تحميل مئات الكتب في أجهزة الكمبيوتر المحمول »لاب توب LAPTOP«. والرجل علي حق، فإن تحميل مائة كتاب في الجهاز المحمول الواحد ثم إرسال مائة جهاز تم تحميله بهذه الكتب.. يعني أن عشرة آلاف كتاب وصلت الي قرية افريقية. والغريب أن "نيجروبونتي" يتوقع أن تكون الدول النامية أسرع من الدول المتقدمة في تبني الكتب الالكترونية، مثلما حدث للهاتف المحمول، فإنه أكثر انتشارا في كامبوديا وأوغندا حيث لم يسبق لمواطنيها امتلاك هواتف من قبل. مؤسسة "جهاز كمبيوتر محمول لكل طفل"، التي تأسست عام 2005 بهدف توفير جهاز لكل طفل في سن الدراسة حول العالم توصلت الي صناعة »لاب توب XO« خفيف الوزن ويتميز بصلابته، وثمن الجهاز 199 دولارا. هل ستنقرض المكتبات العامة؟ وينتهي دورها كأماكن لقراءة الكتب بعد أن تحولت هذه الكتب الي مواد الكترونية؟ هل دق ناقوس الخطر الذي ينذر بنهاية عصر الكتاب؟ يبدو أن هناك مكتبات عامة في بعض الدول شرعت في تغيير رسالتها قبل أن يفوتها القطار.. فتحولت الي أماكن لتنظيم المناقشات والحوارات والندوات.. وساحات حرة يستطيع الناس أن يتوصلوا من خلالها الي المعلومات ويتشاركون فيها. الحماية للأشجار الأربعاء: شريحة اليكترونية علي كل شجرة، تحتوي علي بيانات عن مكانها وحجمها.. ومن قام بقطعها! فإذا تجرأت وقمت بقطع شجرة.. فإنك ستضبط متلبسا بالجرم المشهود، لأن كل المعلومات التي تدور حول ما يلحق بالشجرة من ضرر وأذي ستصل علي الفور، عبر الشرائح الالكترونية الدقيقة، الي جهة ما تتابع وتتعقب عمليات قطع الأشجار غير القانونية عبر الأقمار الصناعية.. وعلينا أن نتصور كيف قام مهندسو الغابات بتثبيت شرائح تشبه بطاقات الهوية علي جذوع الأشجار لنقل المعلومات فورا بمجرد أن يدوي صرير المنشار الكهربائي الذي يقطع الأغصان.. قبل أن يسقط جزعها علي الأرض.. واذا كان هناك من اخترع هذه الطريقة لحماية غابات الأمازون في البرازيل.. فمن الذي يخترع لنا وسيلة في مصر لحماية الأشجار التي تتعرض، بين وقت وآخر، لمذابح واسعة النطاق؟ وماذا عن الحاخامات؟ الخميس: جماعة حقوقية فرنسية مناهضة للعنصرية تعتزم رفع دعوي قضائية ضد رجل الأعمال الشهير ومصمم العطور "جان بول جيرلان"، لأنه أدلي بتصريح للتلفزيون الفرنسي اعتبرته عنصرياً.. كان "جيرلان" يتحدث عن مسيرته العملية وحول عطر "سمسارا" الذي صنعه من أجل نيل إعجاب إحدي النساء. لماذا اتهموه بالعنصرية؟ لأنه قال أثناء الحديث: "في أحد الأيام سألت فتاتي عن الرائحة التي قد تثيرها، فأجابت بأنها تحب الياسمين والورد وخشب الصندل". ومضي يقول: "ولمرة واحدة في حياتي، بدأت العمل جاهدا مثل زنجي. أنا لا أعرف اذا ما كان أي زنجي عمل بجد الي هذا الحد"!.. ورغم أن "جيرلان" سارع الي الاعتذار عن تصريحاته، وقال انها زلة لسان، وتعبير في غير محله يشعر بالأسف لاستخدامه... الا أن الجمعية الفرنسية المناهضة للعنصرية لم تقبل اعتذار جيرلان، وقالت انها ستتخذ الاجراءات ضدها. وانضم لها مجلس جمعيات السود. الخطأ الأول الذي وقع فيه "جيرلان" هو استخدام كلمة "زنجي"، فهي إهانة واللفظ الصحيح هو "أسود". أما الخطأ الثاني فهو قوله انه لا يعرف ما اذا كان "زنجي" قد عمل بجد الي هذا الحد، أي أنه يشكك في قدرات المواطنين السود، ويميز بينهم وبين البيض. اذا كانت تهمة العنصرية تلاحق "جيرلان"، لأنه تفوه بتلك العبارة المذكورة أعلاه، فماذا عن حاخامات اسرائيل الذين يصرحون بأن أمانيهم تتركز في اصابة كل الفلسطينيين بالطاعون.. حتي يدخلوا جميعا دار الفناء (!) والحاخامات الذين وصفوا العرب الفلسطينيين بأنهم حشرات وصراصير! لماذا تجاهلت منظمات حقوق الانسان في العالم تصريحاتهم ولم تفضحهم بوصفهم اسوأ العنصريين الذي ظهروا في التاريخ حتي الآن!؟