ولما كان العام السادس عشر بعد المائة الرابعة عشرة علي فتح مصر، قيض الله للمحروسة من يكتشفون ان بها اصناما تعبد او سوف تعبد، وليصححوا بذلك خطيئة وقع فيها عمرو ابن العاص الذي فتح مصر منذ 6141 سنة بالتمام والكمال، وفاتت علي من بعده من ولاة المحروسة وخلفاء الاسلام جميعا، حيث لم يكتشفوا علي مر تلك الاعوام الطويلة حكاية الاصنام في مصر، وحان وقت هدمها علي طريقة الحجاج بن يوسف الثقفي بمقولته الشهيرة »أري رءوسا قد اينعت وحان قطافها واني لقاطفها« وها قد جاء اخيرا من يقول »اري اصناما تعبد من دون الله في مصر وحان هدمها واني لهادمها«!. هكذا تتوالي اوراق الفتن في مصر بألسنة من يعتبرون انفسهم وحدهم المسلمين من دون بقية المسلمين، وهي اصوات تحمل الطرافة حينا والغرابة حينا والجنون حينا ثالثا. فيما يقوله بعض منتسبيها، ولا تستحق مجرد الالتفات اليها، ناهيك عن الاهتمام بها، لولا ان بعض اجهزة الاعلام والاعلاميين المولعين بالغرائب والعجائب يحملون كلمات اولئك عبر السطور وعبر الاثير ويطيرون آراءهم العجيبة الي مجتمع تأكله الامية وتنهشه البطالة وتتنازعه آراء النخبة الانانية وتضرب قواه فوضي حياته وغلاء معيشته، غير عابئين هؤلاء الاعلاميين بظروف مواطنيهم المطحونين، فهم في ابراجهم ينعمون بالملايين التي يتقاضون، وبرغد من العيش يدفع ثمنه الوطن والمطحونون. ولابد ان نتساءل: كم فردا في مصر كان يعرف بأمر حامي الاسلام الجديد في مصر الذي تعهد بهدم الاهرام وأبوالهول؟ والجواب ان من كانوا يعرفون ذلك المجاهد ظلوا معدودين حتي حمله الاعلامي وائل الابراشي عبر اثير فضائيته إلي الملايين من الناس ليزداد فزعهم من كل من يحمل لحية مستغلين كل ذي فكر شاذ انكره كل من يعرف الاسلام منذ دخوله الي مصر، لكن يبدو ان الهدف لا يتعدي حدود الدعاية العكسية ضد الاسلام السياسي في ظل عمل الدستور حاليا وفي انتظار انتخابات مجلس الشعب القادمة، واسأل الاستاذ الابراشي والمولعين مثله بالتفزيع من الشواذ علي انهم قاعدة: هل انتم بهذا تبحثون بالفعل عن الحقيقة ام انكم تساعدون في استمرار الفوضي والانفلات؟. ويل للمتأخونين! ومادام الحديث عن الاعلام وبعض الاعلاميين، فالمؤكد أنه ضمن أسوأ مراحله يعيش الاعلام المصري حاليا وبنجاح منقطع النظير مشاركا بجدارة فيما نحياه من فوضي مختلقة وليست »خلاقة«!. بالله عليكم من اين التعاقدات بالملايين مع الاعلاميين نجوم المرحلة وما قبلها، الذين اتخذوا »المباركية« زيفا ونفاقا واعتصروا دماء المصريين ملايين سائلة وعقارات هائلة، ولم يعدموا الوسيلة في عهد حكم الاخوان، فالبعض اتخذ من »التأخون« سبيلا جديدا لنفس الملايين وذات الشهرة، والبعض الاخر اتخذ من العداء للاخوان اختيارا مضمون العائد فهو بطبعه من الاعداء التاريخيين للاخوان، وهو في نظر المخدوعين مجاهد وفي نظر اصحاب الابواق الاعلامية دجاجة تبيض ذهب الاعلانات وكثافة المشاهدة والمنفقون من وراء الاستار لن يمتنعوا عن الدفع لعل وعسي، فقد يحيي ذلك عظام ماضيهم وهي رميم. الغريب ان »المتأخونين علي كبر« يظنون انهم يخادعون الناس بما يفعلون، فشجرة الاخوان التي كانت محرمة هي ذاتها التي يتوهمون قدرتهم علي »تطعيمها« بهم واندماجهم فيها جاهلين ان الاخوانية هي في المقام الاول تربية تنعدم لديهم تبدأ مع افواه ترضع من اثداء تفرز تكوينا خاصا، والمؤكد ان من يحاولون التأخون في خريف العمر هم بالضرورة سوف يخسرون ما بقي لهم.. فلا هم الي ماضيهم »المدون« مخلصون.. ولا هم الي حاضرهم »المزيف« صادقون، فويل لهم مما كسبوا في ماضيهم وويل لهم مهما حاولوا في حاضرهم يكسبون! البقعة الزئبقية ياأولاد الحلال بقعة زيت حيرت محافظات مصر كلها فسممت مياههم ثم انتقلت بقدرة قادر الي أعلي كوبري المنيب الدائري لتتسبب في صدام 52 سيارة. من يعرف سر تلك البقعة الزئبقية العصية علي الامساك بها فليسرع بإبلاغه الي وزراء الري والمرافق والداخلية وله الاجر والثواب!