تنبأت وغيري كثيرون بفشل جولة المفاوضات الجديدة التي انطلقت من واشنطن في الشهر الماضي بين الاسرائيليين والفلسطينيين برعاية امريكية ومباركة مصرية اردنية ومشاركة وهمية من الرباعية الدولية!! وكان المؤشر الوحيد لامكانية نجاح هذه الجولة هو يوم 62 سبتمبر الموعد المحدد لمهلة ايقاف بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وسرعان ما جاء هذا التاريخ وسرعان ما احتفلت الحكومة الاسرائيلية ومتطرفوها ببدء العمل في اقامة المستوطنات واستكمالها افقيا ورأسيا ولم تخضع هذه المفاوضات لأية جهود جديدة من الجانب الامريكي ولم يتراجع الجانب الاسرائيلي عن أي موقف مبدئي للسياسات المعلنة من السيد »نتن - ياهو« والعجز الكامل للجانب الفلسطيني والجرح العميق في العلاقات البينية بين ممثليهم في المفاوضات السيد »عباس أبومازن« رئيس السلطة الفلسطينية وحكومته المنفصلة عنه في غزة، وتنبأت ايضا في مقال سابق علي بدء جولة المفاوضات الأخيرة بأن القادة المنوط بهم نجاح أو فشل هذه الجولة، يعانون من مشاكل خاصة بهم وبسلطتهم المحلية حيث السيد »باراك أوباما« وصلت شعبيته الي ادني مستوي منذ دخوله البيت الأبيض حيث وصلت إلي 24٪ والاخر »نتن - ياهو« يراهن علي ضعف الجانب الفلسطيني ولن يتبرع هو أو حكومته بهدايا أو عطايا غير مرغم عليها. و»أبو مازن« منكسر نتيجة الانفصال الواقع بينه وبين شركائه في »غزة« وبالتالي فهذه الشخصيات غير مؤهلة تماما لتقديم جديد للساحة السياسية في مشكلة الشرق الأوسط. ولكن مع الضغوط العالمية وكذلك موقف مصر المتمسك بمباديء الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، تقدمت حكومة »نتن - ياهو« ببدعة جديدة وهو القسم المطلوب من مواطني اسرائيل أو من يعيش علي أرضها، بهوية الدولة اليهودية، أي أن اسرائيل هي دولة اليهود فقط، وبالتالي فلأول مرة في التاريخ تصبح هناك دولة عضو في الأممالمتحدة »عنصرية كاملة« بحكم القانون المراد تطبيقه في اسرائيل. وبالتالي فإن الاعتراف بيهودية الدولة هذا معناه بأن كل من هو غير يهودي لا يحق له الحصول علي جواز سفر اسرائيلي وبالتالي فنحن أمام مشكلة لاكثر من مليوني فلسطيني من عرب اسرائيل 8491 إما ان يقسموا يمين الولاء للدولة اليهودية أو يرحلوا -حيث فترات الاقامة سوف تكون محددة لهم كالأجانب بالضبط! وهذا ما يعيق ويضيف إلي مشكلة اللاجئين المطالبين بالعودة إلي أراضيهم المسلوبة منذ 8491 وأعقبها خروج عام 7691 ولن تتخلي اسرائيل وخاصة في ظل هذه الحكومة عن مبادئها ومطالبها، حيث تخليها عن هذه السياسات المعلنة فهي تعلن عن سقوطها فورا، وبالتالي فإن المجتمع الاسرائيلي »الاغلبية العظمي« تعيش علي أمل أن غدا مهما كان قريبا أو بعيدا فهناك حرب قادمة لا محالة، وليست حرب أكتوبر اخر الحروب كما تمني الراحل أنور السادات »رحمه الله«!! كاتب المقال: عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني