باق من الزمن شهران.. وتحتفل مصر بثورة 25 يناير.. الثورة التي شهد العالم لها بالنجاح.. وأصبح ميدان التحرير رمزا للحرية.. والكرامة.. ومكان التقاء الثوار علي جميع توجهاتهم وانتماءاتهم.. ولكن رغم مرور شهور علي الثورة.. إلا أنها مازالت تعاني الجحود من أولادها.. مازالت تحسس الطريق الصحيح.. تحاول لم الشمل.. الظروف اقوي منها سواء كانت داخلية.. او خارجية. هل الثورة قامت من أجل سيطرة فصيل واحد علي الحكم.. أم أنها قامت لكي يشارك الجميع.. لا فرق بين إخواني أو سلفي أو ليبيرالي أو ناصري.. أو غيرها من التصنيفات التي تعاني منها الآن. هل الثورة قامت من أجل انتشار الفوضي والبلطجة التي نعاني منها الآن.. فوضي في الشوارع.. في المرور.. بلطجية يسيطرون علي مقدرات الناس الغلابة.. والدولة غائبة.. وان حضرت تكون ضعيفة وغير قادرة علي الحسم. هل الثورة قامت من أجل انتشار الأكشاك العشوائية التي زرعت في شوارع مصر المحروسة بدون تراخيص.. بدون موافقات.. وأصبح الفاصل بين الكشك والآخر لا يتعدي عدة أمتار.. كل هذا تحت نظر المحافظين ورؤساء الأحياء.. إنهم في الحقيقة أضعف من مواجهة هذه الظاهرة التي انتشرت مثل انتشار التكاتك في الشوارع. هل الثورة قامت من أجل تحقيق وتطبيق الشريعة الإسلامية في نظام الحكم.. وهل قبلها كنا كفاراً ولا نطبق الإسلام في حياتنا.. أما أن هذه محاولة لفرض الوصاية علي البلاد من جانب تيار معين وهل قامت الثورة من أجل زواج البنات من هم في سن التاسعة؟.. وهل المليونيات التي يقومون بها ستؤدي إلي تطبيق الشريعة.. وتوفير الحياة الكريمة لكل الناس إننا في حاجة الي العمل وزيادة الانتاج.. حتي يمكن أن تقف البلاد علي قدميها.. بعدها يمكن تطبيق الحد علي كل حرامي أو مرتش.. وبالتالي تطبيق الشريعة علي كل جوانب الحياة. هل الثورة قامت من أجل الإفراج عن قتلة الرئيس الراحل السادات وتبنيهم قيام امارة اسلامية علي أرض سيناء التي أصبحت خارج السيطرة الأمنية المصرية.. ولأننا نعيش في عصر الضباب لا نعرف ماذا يدور فيها.. ومن المخطئ ومن المحسن؟.. وهل هناك جماعات جهادية تغلغلت هناك في محاولة لبناء إمارة إسلامية.. إننا نريد معرفة حقيقة ماذا يجري علي أرض سيناء.. هل هي حرب تحرير أم حرب ضد الإرهابيين.. أم حرب ضد انفاق غزة.. يا جماعة الخير.. نريد فقط معرفة الحقيقة!. قبل الختام : طالما نتعامل بنظام التخوين.. ومع نظام من ليس معنا فهو ضدنا.. فلن تتقدم البلاد.. لأن كل فصيل يحاول السيطرة علي الآخر.. فهناك من يناضل من خلال الفضائيات وذاك يناضل من خلال ميدان التحرير.. والآخر يناضل من خلال السيطرة علي الشارع.. انتظارا للانتخابات القادمة.. يا جماعة الخير.. مصر في خطر.. والكل يتفرج ومشغول بالسيطرة علي الآخر.. لك الله يا مصر!.