رومنى وأسرة كبيرة من 5 أبناء و18 حفيد يخوض منافسة شرسة لا هوادة فيها لأختيار سيد البيت الأبيض للأعوام الأربعة القادمة، لرئاسة القوي العالمية الأولي. انه رجل الأعمال والسياسي الأمريكي ويلارد ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية. لا يعتبر رومني من الشخصيات المعروفة خارج الولاياتالمتحدة، وبالذات في الوطن العربي. ومن ثم فان طبيعة شخصية رومني، وبالتالي سياساته المتوقعة -إذا قدر له الجلوس علي سدة الرئاسة تعد لغزا كبيرا للمتخصصين وغير المتخصصين علي حد سواء. يمتلك رومني العديد من المهارات ويشير سجله في مجال الأعمال والسياسة إلي قدرته علي الحسم وعدم تردده في اتخاذ القرارات، ففي الوقت الذي انتخب فيه الجمهوري حاكما لولاية ماساتشوستس معقل الديمقراطيين عام 2002 كان يحظي بالفعل بمسيرة مهنية ناجحة في القطاع الخاص. ففي الثمانينيات جني رومني الملايين من عمله كمستشار مالي ومستثمر في القطاع الخاص. يقارن رومني 65 عاما خبرته التجارية الكبيرة بالخبرة القانونية التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما يري إن خبرته في الاقتصاد سوف تساعده في حال انتخابه رئيسا علي استعادة النمو الأمريكي والحد من عجز الموازنة وخفض نسبة البطالة. يري عدد من الخبراء في وول ستريت ان انتخاب رومني سوف يؤدي الي ازدهار السوق بينما انتخاب اوباما سوف يؤدي الي تدهورها علي المدي القريب.. تعهد رومني بالعمل علي عودة قوة وتميز الولاياتالمتحدة من خلال زيادة الإنفاق العسكري وسياسات أكثر صرامة علي المسرح الدولي، وأن يكون القرن الحادي والعشرون هو القرن الأمريكي، والذي يتطلب أن تكون الولاياتالمتحدة القوة العظمي اقتصاديا وعسكريا والأولي عالميا، وأن تقود واشنطن العالم الحر. دعا رومني إلي زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي، وإلي زيادة القوة الأمريكية ب 100 ألف جندي، وزيادة الإنفاق علي نظام الدفاع الصاروخي، لتكون الولاياتالمتحدة القوة العسكرية الأولي عالميا. ودعا لضرورة استخدام القوة العسكرية الصلدة وتلك الناعمة لمواجهات التحديات العالمية قبل اندلاعها. رغم انتقاد رومني أحيانا لعدم تقديمه برنامجا مفصلا، إلا أنه يريد أن يبرهن عدم افتقاره إلي غريزة السياسة الخارجية الأمريكية. وعند اختياره رئيسا سيخطط لإعادة تشكيل الوضع في الشرق الأوسط ، وزيادة أعداد حلفائه من العرب وإسرائيل. بعض جوانب سياسة رومني الخارجية في المنطقة مشابهة لسياسة أوباما، حيث يعتبر كل منهما البرنامج النووي الإيراني تهديدا للأمن الإقليمي والأمن القومي الأمريكي. لكن تصريحات رومني كانت أشد صرامة عند الحديث عن الأزمة النووية الإيرانية، فقد اكد علي أنه سيمنع إيران من بلوغ هدفها الطموح. وصرح بأنه سيبدأ فتره الرئاسة بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية الصارمة علي النظام الإيراني سواء بمساعدة المجتمع الدولي، أو بمفردها إذا لزم الأمر. ويضيف في هذا الصدد أنه سيدعم الدبلوماسية الأمريكية بخيار عسكري حقيقي له مصداقية، من خلال الحفاظ علي وجود بحري منتظم في البحر المتوسط والخليج العربي، وزيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. ويري أن تلك التصرفات ستبعث بإشارة لا لبس فيها لإيران، مفادها أن الولاياتالمتحدة، وبالتنسيق مع حلفائها، لن تسمح مطلقا لإيران بامتلاك أسلحة نووية. أما بخصوص سوريا، فإن رومني يريد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وتعهد بأنه سيقدم الدعم للجماعات المعارضة التي تسعي للتخلص من نظام الأسد القمعي. ولرومني وجهة نظر مخالفة لمنافسه أوباما فيما يتعلق بالربيع العربي، حيث يناقض منافسه أوباما الذي يتهمه بعدم إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان، وبتعريض حياة العديد من الناس للمخاطر علي نحو المشاهد الدموية التي حدثت في كل من ليبيا وسوريا. يتبني رومني سياسة خارجية متشددة حيال باقي ملفات السياسة الخارجية، حيث إن البعض يشبه فترته الرئاسية- في حال نجاحه في الانتخابات ووصوله إلي المكتب البيضاوي أوائل العام القادم- بأنها ستكون بمثابة الفترة الثالثة ل"جورج دبليو بوش" لتشددها مع منافسي الولاياتالمتحدة، وتأييدها اللامتناهي لإسرائيل .. وطالب مصر بأن تكون حليفة لأمريكا وأن تحترم اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل. وهذا ليس بغريب علي مرشحي الانتخابات الأمريكية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمغازلتهم أصوات اليهود الأمريكيين كقوة تصويتية في الانتخابات، ناهيك عن الدعم المالي والإعلامي الذي تقدمه إلي المرشح الذي تدعمه. . وعلي عكس سياسات أوباما المنفتحة علي الصين وروسيا، أعلن رومني عن سياسة خارجية أكثر تشددا تجاه الدولتين. وقد شكك رومني في نوايا الصين وسياستها التجارية ويرفض رومني أيضا إعلان أوباما عن موعد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، واعتزامه للتحاور مع حركة طالبان، استنادا إلي جدول أعمال سياسي، وليس علي ما يوصي به القادة المدنيون. كما انتقد سحب القوات الأمريكية من العراق، وتركها ساحة للنفوذ الإيراني.