بدأ انتخاب الرئيس السابع والخمسين في تاريخ امريكا حيث أدلي اكثر من 10 ملايين ناخب بأصواتهم في عدة ولايات امريكية من بينهم الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي أدلي بصوته في مسقط رأسه بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي، قبل 12 يوما من الموعد الرسمي للانتخابات الرئاسية التي تجري الثلاثاء القادم السادس من نوفمبر. ويسعي كل من المرشحين الرئيس الحالي باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي، ومنافسه ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري، بكل قوة إلي محاولة حسم نتيجة الانتخابات مبكرا عقب اجراء ثلاث مناظرات بينهما رجحت احيانا كفة رومني واحيانا كفة اوباما. كذلك هو الحال مع استطلاعات الرأي التي تباينت نتائجها تارة لمصلحة اوباما وتارة اخري لمصلحة رومني.لذا يري المحللون السياسيون ان ما يطلق عليها الولايات المتأرجحة التي لم يحسمها اي من المرشحين لصالحه هي التي ستحدد الفائز في السباق الرئاسي هذه المرة . كانت 32 ولاية امريكية من بينها العاصمة واشنطن من أصل خمسين ولاية امريكية قد سمحت بالتصويت المبكر والتصويت عبر البريد ومن بينها ولايات حاسمة مثل فلوريدا وكارولينا الشمالية ووسكونسن وآيوا وكولورادو ونيڤادا وأوهايو. وبينما يتقدم رومني في معظم ولايات الجنوب ويحظي بشعبية هناك إلا ان التغلب علي أوباما يبدو غير ممكن في بعض الولايات الهامة مثل: أيوا، وأوهايو، وويسكنسون، وميتشجين ونيو مكسيكو ونيڤادا رغم إنفاق حملته ملايين الدولارات في تلك الولايات التي تؤيد اوباما. وبلغت قيمة المبالغ التي انفقت حتي الان علي حملات اوباما ورومني اكثر من بليون دولار امريكي. تأتي الفرص الكبري لرومني في ولايات نورث كارولينا وڤيرجينيا وكولورادو وفلوريدا وتتوقع استطلاعات الرأي حصوله علي 257 صوتا.أما أوباما فيحظي بالفرصة الأكبر في الفوز في ولايات: إيوا ونيوهامشير وونسكيسون ونيڤادا، وإذا حدث ذلك فسيكون له 263 صوتا.ووفقا لهذه التوقعات سيكون لولاية أوهايو التي لديها 18 صوتا انتخابيا دور كبير لحسم سباق الرئاسة الأمريكية لأي من المرشحين، فالفوز بها يعني الحصول علي أكثر من 270 صوتا والفرصة الاكبر للفوز بهذه الولاية للرئيس أوباما.و ستجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية انتخابات مجلس الشيوخ الامريكي لاختيار 33 عضوا وانتخابات مجلس النواب لاختيار 435 عضوا والانتخابات المحلية علي مستوي الولاياتالأمريكية. وعلي المستوي الداخلي يركز المرشحون علي قضية الاقتصاد التي تحظي بأهمية كبري لدي الناخب الامريكي في ظل ازمات اقتصادية متتالية عاشتها أمريكا منذ بدء الفترة الرئاسية الاولي للرئيس أوباما قبل اربع سنوات. ووقع الرئيس الامريكي مؤخرا علي برنامج الإنعاش وإعادة الاستثمار الأمريكي لتخفيض الضرائب والاستثمار في مجالات التعليم والبنية التحتية ومجال الطاقة، والصحة كما سعي لدعم صناعة السيارات الأمريكية. كما عمل علي تخفيض الضرائب لأغلب الأمريكيين ليوفر بذلك ما يزيد علي 250 ألف دولار أمريكي في السنة.كما تقدم ببرنامج "بوفيت" الذي جرت تسميته باسم الملياردير وارن بوفيت، والذي يهدف إلي زيادة معدل الضريبة الذي يدفعه المليونيرات.أما رومني فاعلن انه اذا اصبح رئيسا سيلغي قانون الإصلاحات الذي أقره أوباما عام 2010 في قطاع الرعاية الصحية، وقوانين وول ستريت والقوانين البنكية و الدعم لصناعة السيارات. اما علي مستوي سياسة امريكا الخارجية فينتقد رومني موقف اوباما من سوريا ويري انه يجب تسليح المعارضة وان تتغير شروط المعونة لمصر وأن تفرض عقوبات اكثر صرامة علي إيران ولم يستبعد توجيه ضربة عسكرية اليها وهو التوجه الذي يعارضه اوباما الذي سعي لإضعاف ايران عبر المزيد من العقوبات الإقتصادية. وفيما يخص الحرب في افغانستان يسعي اوباما لإنهاء مهمة القوات الأمريكية هناك بحلول عام 2014 بينما ذكر رومني أنه لن يأخذ هذا القرار الآن وانما سيتخذ قراره وفقا للاوضاع الامنية هناك . وفي الوقت الذي يقلل فيه أوباما من المبالغ المخصصة لوزارة الدفاع يسعي رومني لزيادتها . وتبدو آراء رومني متشابهة بقدر كبير مع سياسات جورج بوش الذي سعي لفرض هيمنة امريكا علي العالم عبر الحروب بينما يظل البديل متمثلا في اعادة انتخاب الرئيس اوباما رغم ضعف أدائه في العديد من الملفات هو الافضل بالنسبة لكثير من الامريكيين المعارضين للتورط في المزيد من الصراعات والحروب التي تستنزف الاقتصاد الامريكي وتنال من سمعة امريكا الاخلاقية بقتلها للمزيد من الابرياء.