أنتونى كوين فى مشهد من فيلم »الرسالة« كان فيلم »الرسالة« بنسختيه العربية والانجليزية للمخرج مصطفي العقاد هو آخر الأفلام الدينية والذي قدمته السينما عام 4791 وبلغت تكلفة الفيلم أكثر من 01 ملايين دولار للنسختين حققت النسخة الأجنبية بمفردها بعد ترجمتها لأكثر من 21 لغة، 01 أضعاف ما تم انفاقه علي الانتاج. بعدها لم تجرؤ السينما علي تقديم فيلم ديني واكتفت فقط باطلاق التصريحات من حين إلي آخر عن انتاج فيلم ديني ومنذ اكثر من 83 عاما ومازلنا ننتظر؟ والسؤال لماذا توقف انتاج هذه النوعية من الأعمال؟ وما مدي امكانية انتاج فيلم ديني الآن؟ ويشهد تاريخ السينما العربية الذي يصل عدد افلامه إلي أكثر من »4« آلاف فيلم وجود عدد قليل جدا من الافلام الدينية منها »ظهور الاسلام« عام 1591 بطولة احمد مظهر، اخراج ابراهيم عز الدين و»رابعة العدوية« انتاج 3691 بطولة نبيلة عبيد وفريد شوقي، و»الشيماء« 2791 بطولة سميرة أحمد، »بلال مؤذن الرسول« ليحيي شاهين، »من عظماء الاسلام« »هجرة الرسول« لماجدة وإيهاب نافع. المنتج جمال العدل يقول منذ أكثر من 6 سنوات حاولت بالفعل خوض التجربة وانتاج فيلم ديني كبير يعبر عنا كمسلمين ويتكلم بما يدور في نفوسنا وبدأت الاعداد لذلك ولكن تكلفة الفيلم كانت باهظة جدا، وخاصة انني كنت اريد تقديم عمل فني يستطيع بالفعل ايصال الرسالة، يقدمه كبار النجوم في مصر والعالم ويقوم باخراجه من يستطيع ان يجعله عالميا، وبدأت طرق الأبواب للحصول علي دعم مادي فلجأت ل د. محمد سليم العوا بصفته رئيس اتحاد العلماء المسلمين وايضا طرقت أبواب الداعية عمرو خالد ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. ويضيف أري ان الحل الوحيد لانتاج عمل ديني مشرف هو عن طريق الصناديق الاسلامية الخاصة، من مختلف الدول، وبغير ذلك لن يستطيع احد تمويل هذا الفيلم فشركات الانتاج لا تمتلك القدرة علي انتاجه فيلم كهذا من المحتمل ان تدخل ميزانيته في مئات الملايين، أما الدولة فهي أصلا لا تدعم صناعة السينما فكيف ستدعم صناعة فيلم. ويضيف أريد التأكيد علي مسئوليتي علي ان انتاج هذا الفيلم سيدر علي منتجه اضعاف اضعاف ما تم انفاقه لانه سيترجم إلي كل دول العالم مع الوضع في الاعتبار ان الدول الاسلامية تمثل ثلث سكان العالم. ويؤكد المخرج مجدي أبوعميرة ان هناك تقصيرا سواء علي مستوي السينما أو علي مستوي التليفزيون في تقديم الاعمال الدرامية فيقول كنت اعمل مخرجا منفذا في مسلسل »محمد رسول الله« للمخرج أحمد طنطاوي وكان عرض هذه الأعمال في رمضان يجد الصدي الكبير، بعدها بدأ يختفي الانتاج السينمائي وكان الاعتماد علي الاعمال الدرامية التي بدأت هي الأخري قوية ثم بدأت في الاختفاء إلي ان وصلنا إلي حالة مؤسفة من الانتاج الديني، فالانتاج الخاص لا يهدف إلا للربح المادي وبما ان الأعمال الدينية تحتاج إلي تكاليف عالية وأيضا هي لا تجد جماهيرية كبيرة علي أرض الواقع، فلذلك لن يقدم الانتاج الخاص علي هذه النوعية من الاعمال إذن لا يوجد امامنا سوي الدولة المتمثلة في جهات انتاجها المختلفة وهنا ايضا لابد للدولة عدم قصر النظر إلي الأمر من الناحية المادية، فلابد من تقديم هذا الفيلم لقيمته وهدفه السامي لا للربح، وهذا حدث قديما عندما قدم التليفزيون المصري مسلسل »لا إله إلا الله« وكان يحكي عن تاريخ مصر الفرعوني ووقتها خاصمت القنوات العربية هذا العمل، ولكن الدولة لم تتعامل معه من الناحية التجارية.