أعيادنا القومية أو الدينية تمثل غرضاً نبيلاً وأهدافاً سامية وترفه عن النفوس بعض همومها ومتاعبها اليومية، وأهم مراميها ترك الخصومات، وتزيد الألفة والتراحم وتقوي البر بالأقارب والفقراء، ولذلك كان خير الأعياد ما اقترن فيه الفرح والبهجة بالخوف من الله والتقرب إليه. فلا يمكن أن يشعر بمتعة العيد شخص غني وحوله من الأقارب والجيران من يعيش في شقاء وحرمان، فمن حق المسيحي أن يفرح في أعياده عقب تأدية واجب دينه كالصيام أو ميلاد المسيح عليه السلام، كذلك من حق المسلم أن ينعم بأعياده فعيد الفطر يعقب تأدية فريضة الصيام وفوز الصائم بثواب الله سبحانه وفرحة المسلم بعيد الأضحي تكون بعد إتمام ركن من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام، وتنفيذ شعيرة من شعائر الإسلام وسنة من سننه وهي الأضحية، وإن كان البعض يعتبرها من باب التوسعة علي الأهل والأقارب إلا أنه يجب النظر إليها علي أنها عبادة من العبادات، قال تعالي: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولن ينال التقوي منكم وهذه العبادة تنسب إلي أبو الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام حينما هم بتنفيذ أمر الله أن يذبح ابنه الوحيد إسماعيل في رؤياه ورؤيا الأنبياء حق وعند ذلك نجي الله له ابنه وناداه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين، وفديناه بذبح عظيم فليكن لنا في أعيادنا وأنبيائنا أسوة حسنة والتوسعة علي أهلنا، ونبذ العداوة بين شعبنا. آداب الذبح نعيش أيام عيد الأضحي المبارك بنفحاته الطيبة، والتضحية فيه سنة مؤكدة، وبعض أحكام ديننا الحنيف مجهولة لدي الكثيرين، وطمستها بعض التصرفات الخاطئة، وطال العهد بها فصارت عادة درج الناس عليها رغم خطئها، وقد أوجب الإسلام علي من يقوم بذبح الحيوان أن يكون ملماً بأحكام وآداب الذبح وفي الأساس منها الرفق بالحيوان الذبيح والحي، والمحافظة علي صحة الإنسان ونظافة المكان »فما وجد الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه«. وفي موسم الذبح للأضحية والفداء، نري بعض الجزارين يقومون بذبح الأضاحي في شوادر عشوائية في وسط الشوارع والميادين الرئيسية وتسيل الدماء أنهاراً في منظر مقزز وتنتشر الرائحة الكريهة والأوبئة بلا رقيب. وكان علي المسئولين في المدن والأحياء والبيئة وشرطة المرافق أن يبادروا بإعداد أماكن خارج الكتلة السكنية أو بعيدة عن الشوارع المزدحمة وتكون مجهزة للذبح والتخلص سريعاً من المخلفات وأن يساهم الجزارون في تكاليف ذلك حتي نحافظ علي صحة الناس من الأوبئة والأمراض وننعم ببيئة نظيفة. مولد سيدي عرابي قيادة البشر إدارة وإرادة، فمازال المولد منصوباً في ميدان أحمد عرابي بالزقازيق من الباعة الذين يغلقون طرق الميدان بالحجارة، ونصب الشوادر، وتعليق الزينات الكهربائية من الأعمدة الموجودة بالميدان دون حسيب ولا رقيب، واختفي تمثال عرابي بين شوادر الباعة، وتمدد الميدان إلي نهر الشارع الرئيسي وأنشئت شوادر بيع اللحوم في حراسة الشرطة، ولتذهب سيولة المرور وانسياب السيارات إلي الجحيم، ولا فرق بين حاكم من أبو كبير لا يحرك شيئاً، ولا هارب من فاقوس ترك المسئولية، فالجميع في الإهمال سواء.