إيمان أنور العيد للمحظوظين.. بهذه الجملة عبرت الحاجة إحسان عن الألم الذي يعتصرها حين ذكرّتها إبنتها بقرب حلول العيد وطلبت منها أن تفي بوعدها حين قالت لها العيد الجاي إن شاء الله الظروف تتحسن وأشتري لك إنتي وإخواتك لبس العيد.. العيد للمحظوظين.. يا الله ما أقسي هذه العبارة وما أصعب وقعها علي الفقراء.. تخيلوا لو أن الظروف لم تتحسن مع الحاجة إحسان.. فهل سيشعر أفراد أسرتها بطعم العيد؟.. وكيف سيكون الحال مع إبراهيم ابن التسعة أعوام وأخته فاطمة لو لم تف الأم بوعدها لهما ولم تستطع شراء لبس العيد؟.. صدمتني الحاجة إحسان حين قالت لي إن أطفالها بدأوا يشعرون بالكراهية ويحقدون علي زملائهم الذين هم من فئة المحظوظين.. ومما زاد من قلقها أنها سمعتهما يشتمان زملاءهما ويطرحان علي بعضهم أسئلة أكبر من أعمارهما.. أنا شخصيا أعرف كل ما يدور في ذهن الطفلين.. وأعرف تماما أنهما لن يقتنعا بأي مبررات قد تطرحها الحاجة إحسان عليهما إذا لم تتحسن الظروف..وأدرك كما تدرك هي أيضا أن سر عدوانية الطفلين لا تحتاج إلي فتوي من طبيب نفسي ولا من خبير في علم الاجتماع.. في البلد ملايين من أمثال الحاجة إحسان ومن أمثال إبراهيم وفاطمة.. لا نريد للحقد أن يكبر في نفوسهم ولا نريد للحرمان أن يجعل منهم فريسة أو ضحية.. في بلد أصبحت الكثير من قيم العدالة والتكافل الإجتماعي مجرد شعارات يرفعها مسؤولون أو فاسدون من فئة المحظوظين.. تلقي علي مسامع الفقراء وحينما يبحثون عنها لايعرفون مكانها.. العيد علي الأبواب.. وإبراهيم وفاطمة في إنتظار أن تفي الحاجة إحسان بوعدها وتشتري لهما ما يفرحهما..أظن أن الظروف لن تتحسن.. وسيغلق إبراهيم باب البيت وستفتح فاطمة الشباك نص فتحة لتنظر للأطفال المحظوظين عن بعد.. فإلي متي سيظل العيد في بلدي للمحظوظين؟؟.. وأين هي مشاعر هؤلاء من أصحاب الثروات والمال.. تجاه إبراهيم وفاطمة ومن هم علي شاكلتهما؟ العيد علي الأبواب.. والحاجة إحسان وغيرها بحاجة إلي من يساعدها في تحسين ظروفها.. فهل من مستجيب؟!..