أحمد فهمى يرأس جلسة الشورى حذر مجلس الشوري في جلسته امس برئاسة الدكتور احمد فهمي رئيس المجلس من خطورة ظاهرة الادمان في ظل تزايد نسب تعاطي المخدرات بين الشباب ، وهو ما يهدد مستقبل مصر ، حيث أشار تقرير لجنة الصحة والسكان والبيئة بالشوري عن الادمان وخطورته علي مستقبل الشباب المصري الي ان اول رصد لظهور مخدر" الحشيش " كان عام 1800 اثناء وجود الحملة الفرنسية وصدر حينها اول تشريع بتجريم الحشيش ولم ينقطع حتي الان ، مضيفا ان نبات " البانجو " هو المخدر المنتشر حاليا في مصر ، لكن علي الرغم من ذلك لا يوجد قانون يعاقب من يزرع البانجو حين تكون الزراعات في اراضي ملك للدولة في المناطق الصحراوية . واضاف التقرير ان الكارثة التي نعاني منها اليوم هي سوء استعمال الادوية الصيدلانية ومنها عقار " الترامادول" . وكشف التقرير عن ان انخفاضا ملحوظا في سن التعاطي ليصل الي مرحلتي الطفولة والمراهقة حيث تدني سن بدء المتعاطي الي 11 عاما وسن بداية التدخين الي 9 سنوات بينما كان في السابق يتراوح ما بين 30 الي 40 عاما ، محذرا من غياب دور الاسرة حيث ان 58٪ من المدمنين يعيشون مع الوالدين . واوضح التقرير ان العلاقة وثيقة بين التدخين وادمان المخدرات مشددا علي ان عقار الترامادول يأتي كأكثر انواع المخدرات انتشارا يليه مشتقات القنب ثم المورفينات والمهدئات والمنشطات. واكد تقرير اللجنة ان هناك معتقدات خاطئة وشائعة بين الشباب عن المخدرات تتمثل في ان 30.6٪ من المدمنين يتصورون ان المخدرات تؤدي الي زيادة القدرة البدنية لفترات اطول و36.6٪ يعتقدون بالخطأ انها تؤدي الي نسيان الهموم و 34.8٪ يلجأون اليها للتغلب علي الاكتئاب. وكشفت تقارير وزارة الصحة عن ارتفاع نسبة التعاطي في القاهرة لتصل 7٪ مع تصاعد نسب استعمال المخدرات في مصر خلال ال 5 سنوات الاخيرة بشكل مطرد حيث قفز مؤشر استخدام المخدرات في الفئة العمرية فوق 15 سنة من 6.4٪ الي 30٪ . وانتقدت اللجنة اعتبار اقسام علاج الادمان جزء من مستشفيات الامراض النفسية والعقلية مما يؤدي الي مردود غير مرغوب فيه ، وكذلك الاختلاط في المصحات بين الحالات المحولة من المحاكم والحالات التي تأتي متطوعة مشيرا الي انه مازال من غير الممكن حجز المدمنين الاقل من 18 عشرة سنة عندما يتقدمون من تلقاء انفسهم او من خلال اسرهم نتيجة لمشكلات تتعلق بالتشريعات الخاصة بهم. مكافحة الإدمان وتطرق التقرير الي الاستراتيجيات القومية لمكافحة الادمان التي صاغها مجلس مكافحة وعلاج الادمان ، حيث اوضح عملية العلاج تواجه تحديات اهمها عدم تناسب السعة السريرية لعلاج الادمان مع الاعداد المتزايدة من المرضي وضعف اليات المتابعة والرعاية اللاحقة علي عملية العلاج ، والتي اقتراحت انشاء لجنة عليا مركزية تقوم علي تجهيز مشروع مجتمع علاجي علي المستوي القومي للمدمنين والمتعاطين وانشاء وتحديث قاعدة بيانات وطنية تشمل جميع المستشفيات والعيادات والمراكز العلاجية الخاصة والعامة ، مشددا علي دور الجمعيات الاهلية في الوقاية والعلاج من الادمان وكذا دور الاعلام في مكافحة الادمان.، واكد النائب محمد سيد رمضان مقدم طلب المناقشة اننا اما كارثة حقيقية لان الارقام مفزعة فيما يخص المدمنين حيث ذكرت بعض التقارير ان مصر بها ما يزيد علي 8 ملايين مدمن مشيرا الي انه تم ضبط 250 مليون قرص ترامادول اغلبها " مخشوش" . واوضح رمضان ان 30٪ من الشباب الذين تعاطوا المخدرات لمرة واحدة تناولوها في الافراح فالبانجو موجود في الشوارع والافراح اين الاجهزة الامنية؟ وانتقد النائب وجود بعض الاغنيات الشعبية التي تحرض علي تعاطي المخدرات ، بالاضافة الي الافلام التي تقوم ببرمجة سلبية للشباب تحض علي الادمان.. وطالب كتاب السيناريو ان يستعينوا بالمختصين في علاج هذه الظاهرة ، وهو ما ينطبق ايضا علي الشق الاعلاني..وعاب سيد رمضان علي الشق العلاجي في مواجهة الادمان ، مطالبا وزارة الصحة بإعطاء تراخيص للعلاج والارشاد النفسي ، لاننا نحتاج جيشا جرارا في مجال الارشاد لان الوزارة لم تمنح سوي 50 ترخيصا للارشاد النفسي. واشار الي ان المخدرات ستؤدي بنا الي اجيال ضعيفة فقط مطالبا بان يتكاتف الجميع لمحاربة هذا الخطر الداهم والطوفان الذي يهدد المستقبل. من جانبها قالت ايناس الجعفراوي من وزارة الشئون الاجتماعية ان مجلس وصندوق مكافحة علاج الادمان يكملان بعضهما البعض ، مشددة علي ان مشكلة المخدرات مشكلة اجتماعية خطيرة جدا ،لا يمكن ان تقع علي عاتق الجهاز الامني وحده . واضافت الجعفراوي اننا نحتاج الي حل جذري عبر مشاركة المجتمع ككل فيها مطالبة الاعلام ان يساند خطة المجلس القومي لمكافحة الادمان .. وقالت : نحن ندفع »فلوس« حتي ندخل اعلام الدولة .. ونحن نقوم بجهد فائق غير محسوس. وتابعت نحن نجاهد لتنفيذ خطتنا من اجل حل المشاكل التي تواجهنا مشيرة الي ضرورة مراجعة قانون الصيدلة وعقب د. احمد فهمي رئيس المجلس قائلا من المفترض انك تمثلي وزارة الشئون الاجتماعية وهي جهة التنفيذ . وردت د. ايناس الجعفراوي قائلة ان الخطة موجودة ونحن خاطبنا الوزراء والجميع يرسل لنا خطابات فقط ، لافتة الي انه دوما ما يتم تغيير ممثلي الوزارات في المجلس مما يؤخر عمله. من جانبه اكد اللواء سامح الكيلاني مدير ادارة العمليات للادارة العامة لمكافحة المخدرات ان الجهاز الامني موجود في مكافحة المخدرات حيث انه تم ما يزيد علي 21 ألف قضية مخدرات منذ بداية العام الحالي وكذلك تم ضبط 384 مليون قرص ترامادول مطالبا باعادة النظر في التداول غير المشروع للعقاقير المخدرة ، علي غرار ما حدث مع الترامادول الذي تم نقله الي الجدول رقم 1 باعتبار ان تداوله مجرما. واضاف الكيلاني انه ينبغي تغيير نظرة المجتمع تجاه المدمن وانشاء مصحات جديدة ، مشيرا الي ان الداخلية تعمل علي تحليل المخدرات لكل قائد سيارة اثناء استخراج الرخصة . زراعات المخدرات ودعا مدير ادارة العمليات للادارة العامة لمكافحة المخدرات الي ضرورة توفير تنمية بديلة لسيناء حتي نقاوم انتشار زراعات المخدرات فيها. من جانبه اعلن مصطفي محمد فهمي مدير الصحة النفسية بوزارة الصحة انه تم انشاء خط ساخن خاص بالترامادول لنشر التوعية بخطورته وتوفير العلاج المناسب له ، مشيرا الي ان الوزارة تبذل جهودا لمواجهة الافكار المجتمعية الخاطئة حول المخدرات . واضاف فهمي ان انتشار الترامادول يرجع الي سهولة تهريبه عبر المنافذ المختلفة ، وهو ما كان متوقعا منذ ثمانينيات القرن الماضي. من جانبه اكد د. ايهاب الخراط رئيس لجنة حقوق الانسان بالمجلس ان مصر بها 2 مليون مدمن وان عدد المتعاطين لا يتجاوز عن 8 ملايين شخص مشددا علي ضرورة الاهتمام بالاخصائي النفسي.