ثرىا دروىش احتفالنا هذا العام بذكري اكتوبر العظيم تجلت فيه صور ومشاهد متناقضة منها المثير للجدل ومنها المثير للفخر والاعتزاز بعظمة الانتصار وقدرة وعبقرية المقاتل المصري الذي خطط وعبر وتلاحم مع قيادته وتعاهدا معاً علي النصر مهما غلا الثمن وعظمت التضحية. من تجليات هذا العام الافصاح عن أسرار وأسماء وبطولات وخطط عظيمة تمثل ثورة في عالم العسكرية.. كان محظورا - من قبل - الاقتراب منها أو تداولها. أما وقد حدث أتمني توثيق كل تفاصيلها وتدريسها لطلابنا وشبابنا فما أحوجهم لقدوة يلتفون حولها وللنموذج الذي يبث فيهم روح الفداء والولاء للوطن وهو فرض واجب في اعناق كل مسئول في هذا البلد.. فالجندي المصري البطل يستحق التبجيل والتقدير لا التسفيه والتطاول عليه.. فلنتق الله في جيشنا وقياداته حُماة الثورة والأرض والعرض فهم خير أجناد الارض رغم كل محاولات التضليل والتشويه ونكران الجميل! ويحسب للرئيس »محمد مرسي« تكريمه للمشير محمد طنطاوي والفريق عنان وايضا الرئيس السادات قائد الحرب والسلام والفريق الشاذلي الذي تم تهميش دوره وكلها إشارات كانت جديرة ببث روح التصالح ونبذ الفرقة والكراهية بين طوائف الشعب الواحد.. لكن للأسف اختفي أصحاب الفرح.. وخلت مدرجات الإستاد من ابطال ومصابي حرب اكتوبر والعمليات الحربية في سيناء وكل أنحاء مصر.. وخلا المشهد كالعادة من القائد الأعلي للقوات المسلحة الاسبق المشير طنطاوي ومعظم مجلسه العسكري، وهم بشهادة الرئيس حماة الثورة وهم من وعدوا وأوفوا، وهم من سلموا السلطة في موعدها. وهو ما اعتبره د. محمد مرسي بمثابة العبور الثالث.. لكن للأسف غابت الرموز والأبطال وتواجد »الزمر« قاتل السادات في الصفوف الأولي متحديا مشاعر كل المصريين الشرفاء! وقد تعهد الرئيس بحق شهداء الثورة واغفل حقوق شهداء وجرحي أكتوبر وضحايا الثورة من العسكريين ولم يذكر كلمة واحدة عن شهداء مذبحة الأحد الدامي الذين سقطوا علي الحدود في رمضان بالقرب من معبر »كرم أبو سالم«!! المؤسف ان يخرج احتفالنا بذكري اجل أعيادنا في شكل إنقسامي.. شعب الاخوان واتباعه وقادته والوزراء والرئيس في الاستاد من جهة وأبطال النصر ومعظم طوائف الشعب احتفلوا علي صفحة النيل وضفافه في المعادي بينما الائتلاف العام للعسكريين المتقاعدين واسرة السادات احتفلوا أمام النصب التذكاري! اردناه يوما للفخار والوفاء والكرامة والارادة فحولناه يوما للإنتقام والجحود والفرقة ونكران الجميل.. واستعراض للقوي والعضلات!