جلال دويدار كلما جنحت الجماهير المصرية ناحية العمل من أجل إنقاذ مصر ظهرت علي الساحة شواهد وظواهر تعظم من تصاعد نزعات الفتن والأحقاد وعدم الرغبة في أن يسود مناخ من الوئام الشعبي. هذا الذي يحدث يؤكد الاتجاه إلي عدم رتق التمزقات ومعالجة التناقضات والتوجهات وعدم المصداقية التي سادت بعد ثورة 52 يناير. هذه المشاعر المريضة تثير الشكوك ولا يمكن ان تقود إلي مناخ التوافق والرضا الذي يتيح الفرصة لإعادة بناء هذا الوطن علي أسس وطنية سليمة. ان ما يدعوا الي الاشادة في إقدام الرئيس محمد مرسي علي منح اسم الزعيم الراحل أنور السادات قلادة النيل ونجمة الشرف تقديراً لدوره البطولي الذي قام به في التخطيط وتنفيذ حرب أكتوبر المجيدة التي أسفرت عن أعظم انتصار في تاريخ العسكرية المصرية الصحيحة. لا خلاف علي أن هذه الخطوة تعد أمراً مرحبا به يستحقه هذا البطل الذي سبق عصره وأعاد لمصر كرامتها وعزتها وقضي علي غطرسة القوة الإسرائيلية المستندة إلي الدعم والتأييد الأمريكي. من المؤكد انه لو قدر المولي عز وجل أن يمد في عمر هذا الرجل لأصبحت مصر شكل ثاني بين الأمم. في هذا الشأن فإن ما يثير الدهشة والعجب والحزن في نفس الوقت أن أقرأ بأن المدعو عبود الزمر أحد قتلة السادات البطل التاريخي كان من بين المدعوين لحفل القوات المسلحة احتفالا بنصر أكتوبر الذي تحقق بقيادة هذا البطل. إنني لا أعتقد ان رجال القوات المسلحة الذين قادهم السادات إلي النصر هم وراء هذه الدعوة التي تنم عن جليطة ما بعدها جليطة. ليس من وصف لما حدث سوي انه عملية سحب بطريقة تفتقد للأصالة والإخلاص لقلادة النيل ونجمة الشرف اللتين تم منحهما لاسم المرحوم العظيم السادات والذي يعد في مقدمة المستحقين لهما باعتباره صاحب قرار حرب الكرامة التي حققت النصر لمصر. وفي هذا الشأن لا يمكن أن ننسي إشادة قطب اخواني بجريمة اغتيال السادات. إذا كنا قد وجهنا اللوم والإدانة للإعلام المصري عندما قام عن جهل بالاحتفاء بقاتل السادات بعد الإفراج عنه فإن دعوته لحفل ذكري انتصار أكتوبر هو إجراء يتسم بمناهضة المسئولية الوطنية وضد مشاعر الشعب المصري.