شرىف رىاض لا استطيع ان أنسي ذلك اليوم ولا تلك اللحظة.. كنت أسير في شارع الشواربي بوسط القاهرة.. كان اليوم هو السبت 6 أكتوب 73 وعقارب الساعة تشير إلي الثانية والربع ظهرا عندما فوجئت بأصحاب المحلات يخرجون إلي الشارع وهم يصيحون في فرحة عارمة »الحرب قامت.. الحرب قامت.. الحمد لله.. ربنا حاينصرنا ان شاء الله« وفي لحظات توقفت تماما حركة البيع والشراء في هذا الشارع التجاري الحيوي والتف المارة حول أجهزة الراديو والتليفزيون يتابعون البيانات العسكرية التي توالت بعد البيان رقم »واحد« الذي اذيع في الثانية والربع عن الاشتباكات التي تجري بين جنودنا البواسل والقوات الإسرائيلية التي احتلت سيناء 7 سنوات كاملة فقدنا فيها الاحساس بطعم الحياة. مرارة الهزيمة التي تعرضت لها قواتنا المسلحة في حرب 76 كسرت نفوسنا حتي أصبحنا نعيش علي أمل واحد.. ان يأتي اليوم الذي نسترد فيه كرامتنا بتوجيه ضربة عسكرية لا تنسي لإسرائيل نستعيد بها سيناء كاملة محررة لا نفرط في أي شبر من رمالها. احساسنا بالانكسار لم يمتد والحمد لله إلي قواتنا المسلحة والتي واصلت في صمت استعدادها لهذا اليوم تحت قيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات الذي تحمل مسئولية رد شرف العسكرية المصرية بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في سبتمبر 0791.. شارك السادات في وضع خطة حرب أكتوبر وناور وراوغ الدول الكبري وإسرائيل حتي تأتي المفاجأة مدوية وكان له ما اراد.. حطمت حرب أكتوبر نظرية الأمن الإسرائيلي والحرب الوقائية بنجاح قواتنا المسلحة في عبور خط بارليف.. هذا الحائط الترابي الممتد علي طول قناة السويس والذي روجت له إسرائيل باعتباره أكبر مانع مائي في التاريخ ولا يمكن اقتحامه أو أختراقه.. لكنه انهار تحت اصرار أبطال قواتنا المسلحة علي رد كرامتهم وفتح صفحة جديدة في تاريخ العسكرية غيرت كل نظريات القتال. دور السادات في تحقيق نصر أكتوبر لا يمكن انكاره حتي من جانب أشد المختلفين معه.. لهذا وجد قرار الرئيس محمد مرسي بتكريمه ومنح اسمه قلادة النيل ونجمة الشرف وتكريم الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت ومنح اسمه قلادة النيل صدي طيبا وترحيبا واسعا من كل طوائف الشعب واعتبروا هذه اللفتة من جانب الرئيس مرسي في بدايات فترة ولايته رد اعتبار للرئيس الراحل أنور السادات والفريق سعد الشاذلي. التفاف الشعب حول قواته المسلحة في حرب أكتوبر والروح التي سرت في كل جنبات الوطن جعلتنا جميعا علي قلب رجل واحد.. نسينا كل خلافاتنا وصراعاتنا ومشاكلنا وتوحدت مشاعرنا بالدعاء بالنصر ثم التوجه لاعادة بناء الوطن لتعويض ما فاتنا خلال سنوات الاعداد للحرب. ما أحوجنا اليوم إلي استعادة روح أكتوبر لتحل محل روح الفرقة والانقسام والصراعات السياسية التي تكاد تقضي نهائيا علي أي أمل في تحقيق أهداف ثورة 52 يناير.. ما أحوجنا اليوم إلي العقلاء الذين يعيدون لنا روح أكتوبر ويصححون مسار الوطن لانقاذه من مصير مجهول مقبل عليه.