رئىس الوزراء التركى والرئىس مرسى خلال حضوره مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم فى انقرة أكد الرئيس محمد مرسي أن شعبي مصر وتركيا تجمعهما رسالة سلام قائمة علي العدل، مضيفا أن الشعبين يلتقيان علي أهداف واحدة وآمال مشتركة في عصر يحتاج إلي العدل والسلام. وفيما يلي نص كلمة الرئيس محمد مرسي أمام المؤتمر الطاريء الرابع لحزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية أنقره أمس. وقال "أحسب أيها الأحباب أن العالم كله ينظر إلينا الآن ولكن ما هو أهم من ذلك أن الله يرانا من فوق سبع سموات..وفي عصر وزمن يحتاج إلي العدل والسلام ورسالتنا المشتركة بين شعب مصر وتركيا وأنها رسالة بين شعوب الأرض وهي رسالة السلام والاستقرار لكل أهل الأرض". وأضاف: "لقد استمعت معكم إلي ما قدمه وبتفصيل واضح رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن إنجازات الشعب التركي العظيم بقيادة حزب العدالة والتنمية التي ينظر إليها العالم كله باحترام وتقدير". ومضي قائلا :"لقد رأيت في كلماته صدقا وعزيمة وتعبيرا عن إرادة هذا الحزب وعن طبيعة هذا الشعب الذي مازال لديه الكثير، يؤدي بدقة واتقان وهو يحافظ علي هويته ويتخذ كل الوسائل لكي ينمو بقوة في عالم يحترم من يعتمد علي نفسه وعلي إمكانياته ويشق طريقه بإرادته الحرة". وقال "إنني أيها الأحباب وأنا أعبر لكم عن حبي وتقديري بل وإعجابي بهذه المسيرة الناجحة إنما أنقل إليكم مشاعر وتقدير واحترام وإعجاب الشعب المصري كله...تعلمون أيها الأحبة أن الشعب المصري قد اشتاق عبر زمن طويل إلي الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية،تعلمون أن الشعب المصري في اشتياقه لكل ذلك ... قام بثورته المباركة السلمية في 25 من يناير 2011. ومضي الرئيس محمد مرسي قائلا لقد كان أول رئيس في العالم يزور مصر ليهنئ الشعب المصري بعد الثورة بأيام قلائل بنجاح ثورته، وليعلن من القاهرة وقوف تركيا شعبا وقيادة إلي جانب الشعب المصري، هو الاخ العزيز الرئيس عبد الله جول رئيس تركيا. وقد التقي حينئذ الرئيس "جول" بالقيادة المصرية متمثله بالمجلس العسكري للقوات المسلحة التي حافظت علي الثورة، كما التقي بكل الوان الطيف السياسي المصري بالشباب والأحزاب والقوي الوطنية السياسية ، وذهب إلي ميدان التحرير ورأي من خلال ذلك حضارة المصريين وثورتهم السلمية الناجحة، وقد كانت الزيارة ذات قيمة إيجابية كبيرة بالنسبة لنا في هذا التوقيت. وبعد الانتخابات الرئاسية في مصر وبعد أن أعلنت النتيجة وبعد أن أقسمت قسم رئيس الجمهورية وتوليت السلطة في 30 يوليو 2012 وبعدها بأيام قلائل كان أول من زارني لتهنئة الشعب المصري بنجاح الانتخابات كان وزير خارجية تركيا. وفي ذات السياق فإن أخي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكذلك الرئيس جول كانا أول من اتصلا بي تليفونيا بعد إعلان النتيجة للتهنئة، وهي علامات تدل دلالة قاطعة علي مدي عمق العلاقة بين الشعبين المصري والتركي، والأهداف والغايات والآمال والتاريخ المشترك. ومن أهدافنا المشتركة الحرية القيمة الغالية التي تناضل من أجلها كل الشعوب وأن تكون الشعوب والأمم هي مصدر السلطة الديمقراطية..ومن أهدافنا المشتركة أيضا العدل الذي يقوم عليه الملك والسلام الذي تطمئن به النفوس ويهدأ به العالم وتنتهي الحروب. حب الأوطان وتابع الرئيس محمد مرسي قائلا "من أهدافنا المشتركة النهضة والتنمية والعدالة الاجتماعية وأن نعيش مع هذا العالم بقوة وأن نفتح أبوابنا لكي نحتضن الشعوب بعضها ببعض ولكي يتداول بين الناس حب الأوطان الذي لا يتعارض مع أن تعيش الشعوب في سلام واحترام متبادل". وقال "ومن أهدافنا المشتركة دعم ومعاونة الشعوب التي تتحرك وتثور لتنال حريتها وتزيح حكامها الذين يحكمونها بالحديد والنار والديكتاتورية. وأضاف " من أهدافنا المشتركة أيضا أن نقف معا ضد الظلم وضد التميز وكل محاولات السيطرة علي إرادة الناس أو علي الحكومات أو علي الدول من أي قوة كانت في شرق أو غرب ..الهدف الأسمي والأكبر أن يتحرر الناس أفرادا وشعوبا ودولا وحكومات ...وأن يعيش الجميع في هذا العالم باستقلال تام وبتعاون ومحبة وتعارف في الخير دون عدوان من أحد علي أحد. "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". أيها الأخوة إن التاريخ بين شعب مصر والشعب التركي ممتد عبر الزمن فيه عبق الخير وفيه مباديء العدل والحق وحب الخير لكل الناس ، التاريخ الذي لا تنكره العقول ...تاريخ الحب والاستقرار والتواصل بين الشعوب والتقاء الثقافات وعدم تعارض الحضارات ...تاريخ نعرفه جميعا ونري فيه خيرا كثيرا . أن هذا التاريخ الذي لا ننفصم عنه بل نفخر به ونفاخر والواقع الذي نعيشه الذي به أيضا مشتركات كثيرة يحتاج منا إلي تعاون وتواصل وتناول لكل القضايا بروح الأخوة والمحبة والسلام. وتابع الرئيس محمد مرسي "أنقل اليكم حقيقة ما يتطلع اليه شعب مصر من استقلال تام في الإرادة وهكذا نفعل أيها الأحباب بثورة مصر العظيمة فقد امتلك المصريون إرادتهم كاملة، نال المصريون حريتهم ومارسوا ديمقراطية كاملة في اختيار من يعبر عنهم في البرلمان بغرفتيه قبل ذلك ثم اختاروا رئيسا لهم بحرية تامة وبديمقراطية حقيقية كما شهد عليه كل العالم". وقال"الآن يتحرك المصريون نحو النهضة والانتاج الحقيقي ويتحركوا ليعتمدوا بعد الله علي أنفسهم وعلي سواعدهم وعلي نيلهم ومواردهم". وأضاف " وبإرادة المصريين اتوجه لفتح كل الأبواب مع هذا العالم الذي نعيش فيه لكي تلتقي إرادة الخير مع الشعب المصري مع عون ودعم الاصدقاء في هذا العالم ، لكي تؤدي مصر دورها الحضاري باستقرار وتنمية عالمية إيجابية تعود علي ابناء مصر بل علي كل العالم بالخير وهذا ما ننشوده ونعمل من أجله الآن". تنمية حقيقية وتابع قائلا " يجب ان نخطو خطوات جادة لاستكمال الانتقال الديمقراطي الكامل والقضاء علي الفساد ووضع خطواتنا الاولي نحو تنمية حقيقية لكي تكتمل الصورة ،أنا معبر عن الشعب المصري أشكر لكم أيها الأشقاء في تركيا شعبا وحكومة استعدادكم ووقوفكم إلي جانبنا في هذه المسيرة المباركة. واستطرد الرئيس مرسي " هناك بعض النقاط التي أحب أن أؤكد عليها نحن في مصر داخليا نسعي بكل قوة إلي الاستقرار والامن والانتاج وأن الشعب يقف ويضع يده في يد بعضه البعض ويصر علي المضي قدما في هذه المسيرة. وتابع الرئيس محمد مرسي في كلمته " بالنسبة للعلاقات الخارجية لمصر مع شعوب ودول العالم وفي مقدمة هؤلاء الشعب التركي قيادة وشعبا فإننا نحرص علي وجود علاقات متميزة قوية فاعلة مع الجميع، فقد جئنا برسالة سلام واضحة ونريد الخير للجميع ولا نتدخل في شئون أحد ولا أبدا نسمح لأحد لأن يتدخل في شئوننا". وأضاف "وبالنسبة للقضايا التي تظهر الآن علي الساحة في هذا العالم وخاصة في منطقتنا وكما قلت نشترك فيها مع شقيقتنا تركيا أيضا قضيتين أساسيتين هما قضية فلسطين وقضية سوريا" ، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإن موقفنا في ذلك واضح كل الوضوح فنحن نحمل هذه القضية مع الشعب الفلسطيني طوال الوقت ومازلنا وسنبقي، ونحن ندعم الشعب الفلسطيني ومن يمثلونه داخل وخارج أرض فلسطين في قراراتهم التي يتخذونها بإرادتهم. وفي نفس الإطار فإننا لا يمكن أن نقصر أبدا في مد يد العون لأهل غزة ، الجيران الأشقاء ولأهل الضفة الغربية ولكل الفلسطينيين في كل مكان ولا يمكن أبدا أن يقف المصريون عاجزين وهم يرون أن أهل غزة محاصرون. وأضاف "إن المعابر بيننا وبين غزة مفتوحة لتقديم ما يحتاجه أهل غزة من غذاء ودواء وتعليم وتواصل بين العائلات والأسر، وذلك في إطار حرصنا علي القيام بواجبنا تجاه الأشقاء في غزة، ونحن نتطلع إلي قيام الدولة الفلسطينية بإرادة الفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف". فلسطين الغالية وتابع الرئيس محمد مرسي »ندعو هذا العالم أن يقف سندا للفلسطينيين حتي يعيشوا أحرارا كباقي ابناء الارض جميعا وحتي يعيشوا بإرادتهم وآمنين علي انفسهم وابنائهم ونسائهم هذا حقهم ونحن ندعمهم في ذلك كما ننصرهم ونقف معهم في نفس الخندق وندعو العالم كله ان ينصرهم لنيل حقوقهم الكاملة علي ارضهم، ارض فلسطين الغالية«. وبالنسبة للقضية الثانية قضية شعب سوريا الذي يذبح ويقتل صباحا ومساء والذي تراق دماؤه ويعتدي علي نسائه وعرضه هذه المأساة تدمي قلوبنا لا نستطيع ان ننام ونحن نري اخواننا هكذا في سوريا لهذا لن نهدأ ولن نستقر حتي يقف هذا الدم وحتي تتحقق ارادة الشعب السوري في ان يختار قيادته وان تزول هذه القيادة الحالية الظالمة لشعبها المريقة لدمه«. وقال »لابد ان ينال الشعب السوري حريته كاملة ويعيش حرا علي ارضه ويتحقق له ما يريد فنحن معه وبجانبه نؤيده ونقف ضد الظالم الذي يقتله وسوف ينال بإذن الله حقوقه وحريته قريبا وما ذلك علي الله بعزيز«. واضاف »لقد تقدمت بمبادرة في مكة في آخر رمضان الماضي كما تعلمون في ليلة القدر وكانت المبادرة للدول الاربع مصر وتركيا والسعودية وايران. وتابع الرئيس محمد مرسي ايها الأحباب هذه نقاط كثيرة أري انها مشتركة بيننا وتجمع الشعب المصري والتركي والقيادة المصرية والتركية ونحن حريصون علي هذا التعاون وحريصون علي هذا التوازن في العلاقات.