سعىد إسماعىل عندما خرج السوريون إلي الشوارع في مظاهرات سلمية، في منتصف شهر مارس من العام الماضي، تطالب بالعدالة والحرية والديمقراطية، قال سفاح سوريا بشار الأسد ان عصابات إرهابية مسلحة تقوم بإثارة الشغب والتخريب، وأن قوات من الجيش والأمن تقوم بمواجهتهم. وبعد ثمانية عشر شهرا تجاوز عدد الشهداء الذين اغتالتهم نيران بنادق، ورشاشات، ومدافع، ودبابات، وطائرات الأسد، الأربعين ألفا.. وبلغ عدد المعتقلين حوالي مائة وسبعين ألفا.. وقدرت التنسيقيات عدد المفقودين بعشرين ألفا.. واقترب عدد الذين فروا عبر الحدود إلي تركيا والعراق والأردن ولبنان من المليون.. وزاد عدد الذين تركوا بيوتهم هربا من وحشية ذئاب الأسد، ليهيموا علي وجوههم للبحث عن الأمان في بساتين الريف وغاباته، أكثر من ثلاثة ملايين سوري لا حول لهم ولا قوة! هل كل هؤلاء عصابات مسلحة؟! وهل الفتيات والسيدات اللاتي أمر السفاح بشار الأسد بهتك أعراضهن وإجبارهن علي الخروج إلي الشوارع عاريات.. ثم ملاحقتهن برصاص الرشاشات وقتلهن.. إرهابيات؟! وهل الأطفال الذين أفتي علي خامئني المرشد الأعلي للجمهورية الشيعية الفارسية بذبحهم، بالسكاكين أمام ذويهم وإلقاء جثثهم في الشوارع.. أعضاء في عصابات الشغب والتخريب؟! إن بشار الأسد ليس سفاحا فقط، إنه مجنون أيضا.. وإذا كانت روسيا، وإيران، والولايات المتحدة، وإسرائيل، تعمل كل منها علي طريقتها من أجل استمراره في موقعه لتحقيق أهدافها وأطماعها، فإن إحرار العالم كله يساندون الشعب السوري المناضل ويؤيدون ثورته للقضاء علي ذلك السفاح.. فهل يدرك القادة العرب هذه الحقيقة؟.. وهل يدركون أيضا أن عروبتهم، وأمن بلادهم، يحتمان عليهم دعم هذا الشعب العظيم بالسلاح والمال.. ولا أقول الرجال.. لأن شعب سوريا كله رجال؟!