الموهبة لا تصنعها دعاية ولكن تفرض نفسها.. ولكن هذه الحقيقة قد تبدو خافية وليس لها محل من الاعراب عند بعض صناع الدراما الذين يحشدون في أعمالهم العديد من الوجوه الجديدة التي تسلط عليها الاضواء ثم تخفت فجأة وينطفيء بريقها ويطويها النسيان.. ومن كثرة هذه الوجوه أصبح الوسط الفني لا يعرفها فما بالك بالمشاهدين؟! في هذا التحقيق نحاول أن نقترب من هذه الظاهرة لكشف ابعادها وهل هي فعلاً محاولة جادة لتبني اصحاب المواهب والدفع بهم لتجديد دماء الشاشة، أم أنها ترجع لأسباب انتاجية ومواجهة ارتفاع أجور النجوم؟! المخرج احمد النحاس يقول ان هذا الموضوع اصبح حديث الفنانين هذه الايام، وحتي أن الفنان سمير غانم كان يتندر قائلاً إن الفنانين يعرفون هذه الوجوه، فما بالك بالمشاهد، وهذا يرجع في رأيي الي ندرة الموهبة الجادة، فمعظم الوجوه الجديدة تبحث عن»الفلوس« ولا يهمها المهنة من قريب او بعيد، ومن أجل ذلك نضطر للاستعانة بوجوه أخري جديدة في العام التالي سعياً لإيجاد موهبة تثري الشاشة وتعيد الي أذهاننا النجوم الكبار، ويضيف للاسف أن معظم هذه الوجوه رغم كثرتها تفتقد الي »الكاريزما« التي تميزها عن غيرها وأنما تنساق مع التيار حتي تختفي عن الانظار وينتهي بها المطاف للعمل بعيداً عن مهنة الفن. ويقول المخرج مجدي أحمد علي ان هذه الظاهرة اصبحت لافتة للنظر علي مدار الأعوام القليلة الماضية والسبب هو أن الموهبة والكفاءة والاصرار تنقص هذا الجيل، والقليل منهم من أصحاب المواهب هم الذين يواصلون المسيرة! ويضيف ولكن اعتقد أن هذا العام يختلف عن الاعوام السابقة لان معظم الوجوه الجديدة هذا الموسم جيدة واستطاعت ان تلفت النظر. وأنا كمخرج سوف أختار منهم عددا كبيرا للمشاركة في عملي القادم.. »بليغ حمدي«. اما المنتج احمد الجابري فيحاول أن يقترب من الصورة اكثر موضحاً أن الفنان زمان كان يعمل حبا »للفن« أما اليوم فالشباب يعملون من اجل المال والشهرة ولذلك يخفت بريقهم سريعاً، وأنا كمنتج ابحث دائماً عن الموهبة الحقيقية لكي أقدمها للجمهور وأساندها حتي تصبح من النجوم، ولكن معظم الشباب يفتقد الصبر والموهبة، وكثيراً منهم ينتابه الغرور ويطالب بمساواته. بكبار النجوم دون النظر إلي تاريخ هؤلاء النجوم أو جماهريتهم. ويضيف أن صعوبة (صناعة نجم) تكمن في ان العمل الدرامي أو الفني ككل يخضع لمنظومة العرض والطلب في السوق بمعني أن القنوات تشتري المسلسل بناء علي اسماء ابطاله وهنا تضعف فرصة تقديم وجه جديد في فرصة كبيرة نظراً الي أنه لن يكون جاذباً للمادة الاعلانية، عكس ما كان يحدث قديماً حيث كان من الممكن ان يغامر أحد المنتجين بتقديم وجه جديد في دور بطولة مطلقة. بينما يري عادل ثابت رئيس قطاع الانتاج ان ظاهرة اختفاء الوجوه الجديدة تعود في الاصل الي الفنان نفسه، وهل يتمتع بموهبة يستطيع من خلالها الوصول الي النجومية ام أنه يحاول فقط الظهور امام الكاميرات، وفي قطاع الانتاج تم منح عدد من الفنانات الفرصة كاملة منهن نرمين ماهر وعايدة غنيم ودعاء احمد، وسيتكرر ذلك ايضا في الاعمال القادمة بهدف الدفع بدماء جديدة في شرايين الفن. وعن الوجو الجديدة التي لمعت وخفت بريقها فجأة تقول ولاء ماهر كانت بداياتي مع المخرج اسماعيل عبدالحافظ في مسلسل »المصراوية« الجزء الثاني ثم مسلسل »أكتوير الاخر« معه ايضاً ورغم نجاحي واشادة كبار النقاد والمخرجين بادائي الا اني لم أشارك في أي عمل من أعمال الموسم الماضي، واكتفيت بالمشاهدة فقط خاصة أن المخرج اسماعيل عبد الحافظ لم يعمل هو الآخر بعد تعثر مسلسل »أهل الهوي» الذي كنت سأقدم فيه دوراً رائعاً، وأخيراً »قدمت هذا العام مسلسل »ابن ليل« مع نفس المخرج الرائع في دور صفاء. ورغم تمسك المخرج اسماعيل عبد الحافظ بموهبتي الا أن احداً غيره لم يرشحني للعمل معه وهذا يعود لاسباب عدة منها وجود مفهوم »الشللية« في الوسط الفني والتي تتحكم بشكل كبير في توزيع الممثلين علي الاعمال، ايضا العلاقات ببعض شركات الانتاج وبعض المخرجين ايضاً تلعب الدور الاكبر في العملية الفنية. وتضيف من المؤكد أن الموهبة تستطيع فرض صاحبها علي الشاشة ولكنها ايضا تحتاج الي رعاية.