عمدة الحلمية الفنان صلاح السعدني لم يخف غضبه وحزنه من عدم تواجده علي مائدة رمضان الدرامية من خلال التليفزيون المصري فهو كما يقول واحد من أبنائه وتألق عبر شاشته.. وكان يأمل أن يتواجد مسلسله »بيت الباشا« ضمن المائدة الدرامية ولكن ماذا يفعل أمام تحكم جهات الانتاج والتوزيع في اختيار أماكن عرض الأعمال علي الفضائيات حصريا؟! سألناه: هل تشاهد مسلسلات رمضان؟ بعد مرور 81 يوما استطيع ان أؤكد أن مسلسل »الجماعة« لوحيد حامد هو أفضل عمل علي الشاشة فقد أعاد إلي الدراما مكانها الطبيعي.. بعد ان انقلب الوضع واصبح اسم الممثل وأنا واحد منهم هو الأهم.. لأن الأصل في الحكاية هو التأليف والاخراج حيث يستمد العمل الدرامي قيمته من الموضوع.. والجميل في »الجماعة« ان وحيد حامد نجح في ان يعيد للدراما قيمتها.. والأبطال رغم نجوميتهم تكتب أسماؤهم مع نهاية كل حلقة بترتيب الحروف الأبجدية. والمفاجأة كانت في مشهدين لأحمد حلمي ومنة شلبي بالحلقة الأولي وكانا من أرقي وأجمل مشاهد العمل حتي الآن. لماذا اذن اعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسل »الجماعة«؟ بالفعل عرض عليّ وحيد حامد المشاركة في العمل ولكن للأسف ظروفي لم تساعدني في تحقيق رغبته. ما رأيك في تحكم المعلن لاختيار النجوم؟ للأسف هذا ضد المعلن.. لأن مصلحته الأولي ان يكون العمل جيدا.. حتي يجذب المشاهدين لأنه مهما بلغت قوة الممثل وحب الناس له.. من المستحيل ان يتحمل عملا لوحده والكتابة من أجل اسمه لا تكون لصالحه بمعني ان ظاهرة تفصيل الأدوار أثبتت فشلها. والحل من وجهة نظرك؟ مطلوب جيل جديد يعيد للدراما المصرية بريقها وهذا لن يأتي إلا من خلال جهاز الاعلام الرسمي.. حيث أتذكر ان مراقبة التمثيليات خرج منها يحيي العلمي واسماعيل عبدالحافظ وأنعام محمد علي من ادارة المرأة في التليفزيون ولابد ان نعيد للمخرج مكانته وحقه في اختيار النص والأبطال إلي جانب الاهتمام بالأجيال الجديدة لأن مصر مليئة بالمواهب التي تبحث عن فرصة.. وهذا لن يتحقق إلا من خلال عودة نشاط ادارة مراقبة التمثيليات.. ذات النصف ساعة لاعطاء الفرصة لهذه المواهب بعيدا عن تحكم المعلن. ماذا عن المبالغة في أجور النجوم التي تلتهم ميزانية أي مسلسل؟ ما يحدث طرحته منذ عشر سنوات في مسلسلي »رجل في زمن العولمة« باعتباره جزءا من العولمة حيث سيطرة الاعلام ليس علي الفنون فقط ولكن علي الرياضة أيضا حيث يصل سعر لاعب الكرة إلي 07 و08 مليون يورو وبالطبع انتشار الفضائيات وسيطرتها علي سوق الدراما يأتي في اطار العولمة. هل تشاهد مسلسلات أخري في رمضان؟ أشاهد الأعمال التي تتوافق مع روتيني وهي ان يكون المخرج والمؤلف هما أصحاب العمل بالدرجة الأولي دون الاعتماد علي اسماء النجوم.. كما هو الحال في مسلسلات »سقوط الخلافة« للكاتب يسري الجندي الذي يعتبر من أجمل الأعمال علي الشاشة في رمضان و»الحارة« الذي كان ينقصه فقط المزيد من التحضير قبل تنفيذه ومسلسل »أكتوبر الآخر« للمخرج اسماعيل عبدالحافظ الذي يقدم عملا له قيمة وكذلك مسلسل »السائرون نياما« للمخرج محمد فاضل.. الذي أعاد لنا تقديم أسوأ فترة في تاريخ المماليك في مصر.. وهذه الأعمال هي ترسيخ لقيمة مخرجين أصحاب فكر وليس مجرد ميكانيكية. ورأيك في أحمد السعدني كممثل؟ أنا سعيد جدا واستمتع بمشاهدته في »قضية صفية«، و»أزواج الحاجة زهرة« وسر سعادتي بأنه شق طريقه معتمدا علي نفسه ولم أحاول يوما التدخل في اختياراته. وماذا عن »بيت الباشا«؟ كنت أتمني أن تتحقق له نسبة مشاهدة عالية ولكن للأسف هذا حال جميع الأعمال وليس مسلسلي فقط.. بسبب تعدد القنوات وكثرة عدد المسلسلات حيث لا يوجد عمل يمكن أن نقول انه حقق أعلي نسبة مشاهدة.