هذه الثلاثية المقدسة لدي »المسيحيين« وما قبلها من أساطير فرعونية مثل »ايزيس واوزوريس وحورس« وما قبل ذلك وبعده أيضا وهي »الأرض والانسان والسماء« وتلك الفاتحة »بسم الله- الرحمن- الرحيم« هذه الثلاثيات المقدسة لدي المصريين »أقباطهم« من مسيحيين ومسلمين. هذه الثلاثيات هي التي عاشت وتعيش حتي الان في وجدان المصريين مع اختلاف عقائدهم الدينية والروحية ولعل المثلث في حياتنا وادبنا الشعبي له من الاثار المستمرة في عمق التاريخ المصري القديم حيث المثلث بجانب انه يعبر عن الثلاثيات المذكورة في بداية هذا المقال، إلا انه ايضا يستخدم كرمز شعبي في واجهات المباني في الريف المصري، حيث نجد المثلث يعلو »كنار« المنازل كما يحلو للبعض وضعه علي مداخل البيوت، مع تعديل في تكوينه حيث يتم حفره في واجهة البيت الريفي لكي تضع فيه ربة البيت »لمبة الجاز« والان توضع فيه »لمبة الكهرباء« لاضاءة مدخل البيت خاصة عند خروج »رجال البيت« الي صلاة الفجر والعودة »الريف المصري«!! كما أن الزخارف التي وضعتها المرأة المصرية سواء في الواحات الغربية أو سيناء أو حتي قري مصر في الجنوب سوف نجد عنصر المثلث غالبا في تلك الزخارف المرصع بها »الثوب« الذي اسميناه في الادب الشعبي بأسماء مختلفة طبقا لاستخدامه لدي المرأة في تلك البيئات المصرية الفريدة. فهذا ثوب للمناسبات يسمي »ثوب شيل« وهذا ثوب للتسوق والخروج يسمي »ثوب الدحريج« واخر للاستخدام داخل المنزل، ويسمي »ثوب الترميمة« ويتميز الاخير بقلة زخارفه ونجد ان المثلث ايضا حينما نضعه في وضع رأسي أي قاعدته لاسفل فهو يمثل اشارة إلي شعلة لأعلي، واذا عكسنا وضعه فهو يمثل سقوط المياه لاسفل أي النار وعكسها المياه في شكل واحد. أي الشيء وضده وهذه دلالة اخري للمثلث حيث استخدمه القدماء في تقاليد قديمة وهو ما يعرف »بالحجاب« أي »المانع للشر« أو »الجالب للخير« حيث يعد الحجاب علي شكل مثلث من الورق المطوي علي بعضه والحافظ لآيات قرآنية معينة، أو بعض اجزاء من »الانجيل« وفي الغالب هذه عادة يهودية قديمة استخدمت ايضا بكتابات من »التوراة« وتشكيل هذه الكتابات علي الورق علي شكل مثلث وهو ما عرفناه باسم »الحجاب« وتجليده بقطعة من القماش أو من الجلد »للماعز« ثم ربطه في اماكن معينة من الجسم، وهو عادة ما تستخدمه المرأة »قديما« وفي الارياف لجلب الخير أو طرد الشر أو منع الزوج من الزواج الثاني ولعل الحجاب ايضا قد سجل عنه كتاب من علماء الحملة الفرنسية مثل »جان دي شايرول« و»مونييه« حيث وجد المصريون يعدون الحجاب لدرء الشر ويضعونه تحت الوسائد في الأسِرّة لطرد الشياطين وحماية صاحبه من الاحلام السيئة أثناء النوم. وهذه الثلاثية المقدسة مازالت تحكم علاقتنا في مصر حتي اليوم!! كاتب المقال: عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني