جىمس زغبى مع محررة الأخبار أكد جيمس زغبي مدير المعهد العربي الأمريكي في واشنطن ضرورة أن تعيد واشنطن صياغة علاقاتها مع مصر والمنطقة العربية بصفة عامة علي ضوء المتغيرات الجديدة.. وأن تعرف بأن المنطقة لم تعد تسير وفقاً لحساباتها ورؤيتها مطالباً بعلاقات متوازنة بين واشنطن والقاهرة وكشف النقاب عن أن المساعدات الأمريكية كانت في صالح واشنطن والشركات الكبري، ولم تكن تصب في صالح مصر، وقال ان استقرار مصر مصلحة لأمريكا وللعالم كله، واعترف زغبي بأن أمريكا ساعدت الجيش المصري ليصبح دولة داخل الدولة. وهذا نص الحوار تأتي زيارة الرئيس مرسي بعد أقل من أسبوعين من أحداث السفارة الأمريكية والتي استبقتها انتقادات لرد الفعل المصري. هل تثق الادارة الأمريكية والمجتمع الأمريكي في القيادة المصرية الجديدة؟ سوف يكون علينا الانتظار لنري ما سيحدث خلال الوقت القادم.. وان كان تردد الحكومة في ابداء رد فعل بعد الهجوم علي مقر السفارة بطيئا، الا ان الرئيس مرسي تحرك بسرعة واستجاب بعد اتصال من الرئيس الأمريكي حثه فيه علي التحرك. وقد أعقب ذلك تواجد أمني وضبط للموقف في منطقة السفارة كما تم اعتقال عدد من الأفراد.. وأنا اعتقد ان الرد كان ايجابيا واعتقد ان البيت الأبيض سوف يقيم الأمور، ليس بالنوايا او التصريحات ولكن بالأداء نفسه. الكونجرس يسير في اتجاه اخر.. وبالنسبة للأعضاء الذين يتحدثون عن قطع المعونات كرد فعل وعقاب فذلك يأتي في اطار التنافس السياسي الداخلي وسوف نري ما اذا كان الرئيس وفريقه قادرين علي التغلب علي خصومهم السياسيين في الكونجرس.. والادارة حتي الان تدفع بخطاب يؤكد ان ذلك ليس من "مصلحة الولاياتالمتحدة".. لكننا سنري من سيغلب في النهاية؛ الرئيس ام الجمهوريون. ماذا عن صياغة علاقات جديدة مع القاهرة؟ طبعا، فالعلاقات القديمة كانت ترتكز علي عنصرين؛ بعض الأفراد والجيش، وكانت مفيدة للولايات المتحدة، لكنها لم تكن في مصلحة مصر. والسؤال الان هل تستطيع امريكا ان تؤسس علاقات مع "ديمقراطية جديدة" قيادتها تراعي الرأي العام الداخلي ولا تخضع لأمريكا، علي عكس أسلافها؟. فقد سئلت في مقابلة صحفية ابان ثورة 25 يناير حول رأيي في انه اذا تخلت أمريكا عن دعمها لمبارك فسترتفع أسهمها في الشارع المصري، وقلت ان صورتنا لم تكن سلبية لأننا كنا ندعم مبارك، بل ان مبارك هو من كانت صورته سلبية في الشارع المصري لأنه كان يدعمنا. وبالتالي فأنا اعتقد ان العلاقات القادمة لابد ان تكون ثنائية الحد؛ وستكون هناك أسئلة تتعلق بنمط تعامل امريكا مع المنطقة. وسيقيمنا الرأي العام المصري والذي سيؤثر علي قرارات القيادة المصرية. وكما نتعامل مع حلفائنا الآخرين سيكون علينا التعامل بنفس المعايير مع الديمقراطيات الجديدة مثل مصر وليبيا. هل يمكن "للمساعدات المشروطة" ان تكون أحد جوانب العلاقات الجديدة؟ اعتقد ان اي مساعدات لابد ان تكون مشروطة. وربما المساعدات الوحيدة التي تقدم بدون اي شروط هي لإسرائيل.. وأصبحت بمثابة الاستحقاق.. لكنها في الأصل يجب ان تكون مشروطة مع الجميع. انا لا اعارض شروطا للمساعدات.. لكن فيما يتعلق بالمساعدات لمصر، اعتقد انها في مصلحة أمريكا لأكثر من كونها في مصلحة مصر فالمساعدات العسكرية غالبا تذهب الي شركات السلاح الأمريكية وكذلك 80٪ من كل دولار من الأموال المقدمة يذهب لصالح الشركات الأمريكية في صورة مبيعات لمصر.. لكن أنا افضل ان تكون المساعدات الجديدة موجهة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر للنمو بالبني التحتية وتحسين الصحة والتعليم وتوفير الوظائف. وماذا عن التغير في جوانب "العلاقة الاستراتيجية" ودور الجيش؟ لقد ساعدت أمريكا الجيش في مصر ليصبح "دولة داخل الدولة"، وأصبح الجيش منذ ذلك الوقت قويا جدا وذي نفوذ. ولابد من مراجعة ذلك الوضع وتغييره. لكن اعتقد ان ذلك هو إحدي مسئوليات الحكومة المدنية ان تظهر درجة من المسئولية، والالتزام بالانفتاح علي الديمقراطية وعلي الحكومة الجيدة، ودعم الحقوق المساوية لجميع المواطنين. وهذا هو ما سوف يدفع بالتغيير الذي ستقوم به أمريكا في التعامل مع مصر. كيف تنظر الولاياتالمتحدة للحراك السياسي الداخلي في مصر؟ من مصلحة الولاياتالمتحدة الاستقرار في مصر. وليس فقط الولاياتالمتحدة بل العالم كله من مصلحته ان تكون مصر مستقرة ومتقدمة. مصر دولة فريدة في المنطقة، ليست فقط أكبر دولة عربية لكنها ايضا دولة تربط ما بين ثلاث قارات وحضارات في المنطقة؛ آسيا وافريقيا وأوروبا. واستطيع القول ان الفرد يمكن ان يتخيل المنطقة بدون اي دولة مما يوجد بها الان، لكن لا يستطيع ان يتخيل المنطقة ومكانتها بدون مصر. يقول البعض ان هناك قوي في المنطقة تسعي حثيثا حتي لا تستعيد مصر ريادتها للمنطقة بعد الثورة. كيف تري ذلك؟ اعتقد ان هناك قلقا بشكل عام في المنطقة لاسيما عند الخليجيين حول "الإخوان المسلمين" اكثر من اي شئ اخر. لكن الدول الخليجية ليست واحدة، وهم متنافسون فيما بينهم. لكن الحقيقة انهم عموما لا يرغبون في ان تكون مصر ضعيفة.