عالمان مصريان كبيران تعتز بهما مصر.. الأول هو الدكتور مجدي يعقوب، الذي حقق شهرة عالمية واسعة في جراحة القلب.. والثاني هو الدكتور أحمد زويل، الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء.. لكن سبحان الله هناك فرق كبير بين الاثنين!! فالدكتور مجدي يعقوب قرر العودة للاستقرار نهائيا في مصر، حاملا معه كل ما ادخره من مال طوال رحلة عمله الشاقة في مستشفيات انجلترا، ليقوم ببناء مركز طبي يجري فيه عمليات القلب المفتوح مجانا لابناء وطنه غير القادرين علي تحمل نفقات السفر والعلاج الباهظة في الخارج. بينما الدكتور احمد زويل وافق علي الحضور الي مصر لتكريمه وتقليده قلادة النيل »ارفع وسام مصري« بمناسبة فوزه بجائزة نوبل، واجراء لقاءات تليفزيونية معه لتعريف شعب مصر به، وحضوره الاحتفال بوضع حجر الاساس لمبني جامعة جديدة تحمل اسمه في مدينة 6 أكتوبر. الدكتور مجدي يعقوب قام ببناء مركزه الطبي علي قطعة ارض فضاء قدمتها له وزارة الصحة في اسوان، وقام بتجهيزه بالمعدات والاجهزة والادوات الطبية من ماله الخاص، وبدأ في اجراء العمليات الجراحية المجانية دون ضجة، او مهيصة، او الادلاء بأحاديث في الفضائيات.. وعندما اصر اهل الخير علي مساعدته بالمال ليتمكن من مواجهة الاعداد المتزايدة من المرضي الذين يحتاجون الي جراحات، وافق علي استحياء وفتح حسابا في احد البنوك باسم المركز لتلقي مساهمات أهل الخير. اما »صاحبنا« زويل، فقد ضحك علي الدكتور عصام شرف- أفشل رئيس وزراء عرفته مصر- وألبسه »السلطانية« وحصل منه علي فرمان يتيح له وضع يده علي جامعة النيل، القائمة فعلا، والاستيلاء علي مبانيها ومعاملها وورشها واموالها المودعة في البنوك.. وساعده بعض الارزقية في عمل حملة دعائية تليفزيونية، تحض المصريين علي التبرع لاقامة »مدينة زويل العلمية« علي ارض جامعة النيل بعد طرد الطلبة والاساتذة منها، وتشريد العاملين فيها.. والاستعانة بالامن المركزي لطرد وتفريق الطلاب الذين رفضوا التخلي عن جامعتهم وقرروا الاعتصام فيها!! الفرق كبير جدا بين الاثنين تماما كالفرق بين السماء والارض.. وارجو من الدكتور الكبير مجدي يعقوب ان يتقبل خالص تقديري وكل تحياتي.