رغم أن مجلس الشوري السعودي أقر رفع سن الزواج وتجريم مخالفيه إلاّ أن هناك أناسا في السعودية يرفضون هذه الخطوة الإيجابية لإنقاذ براءة الطفولة. و "الحال من بعضه" في مصر. فقد أفتي الداعية المصري محمد سعد الأزهري منذ أيام بإلغاء قانون تحديد سن الزواج، والسماح بزواج طفلة في التاسعة من عمرها ما دامت وصلت سن البلوغ (..). تداعيات هذه الفتاوي بالغة في بشاعتها. فمثلاً صدمة أم سعودية عندما علمت بالصدفة أن زوجها قام بتزويج طفلتهما 8 سنوات لرجل في الخمسين من عمره! الأبشع أن الأب لم يفعل مافعله إلتزاما بفتوي دينية، أو ضمانا لمستقبل ابنته، وإنما فقط باعها سداداً لجزء من قضاء دين عليه 30 ألف ريال يخصم من قيمة المبلغ المستحق علي والد الطفلة للرجل الخمسيني الذي رحب بالصفقة! بادرت الأم المذهولة برفع قضية فسخ نكاح. ونظرت محكمة عنيزة القضية، وأصدر القاضي قراراً بمنح العائلة مهلة مائة يوم لمحاولة إيجاد حلول بديلة للصلح . وانتهت المهلة دون التوصل إلي هذا الصلح المستحيل، مع إصرار الزوج الكهل علي رفض الطلاق (..). واستند محامي الدفاع في قضيته علي إخلال مأذون الأنكحة الذي عقد قران الطفلة بمادتين من اللوائح التنفيذية لمأذوني عقود الأنكحة، حيث يتعلق الأول بتحرير عقد النكاح في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، فيما تسكن الزوجة محافظة عنيزة، إضافة إلي عدم تأكد مأذون الأنكحة من رضا المخطوبة علي النكاح، وذلك بعدم سؤالها حتي وإن كان والد الطفلة وليا لها. وأعيد نظر القضية أمام القاضي الذي أصدر حكمه الصاعق ب "رفض فسخ نكاح طفلة ذات 8 أعوام نقلاً عن موقع قناة "العربية وعلي انتظار بلوغ الطفلة الحيض واكتمال تكوينها الأنثوي، لمعاودة التقدم بطلب الطلاق ". محامي الأسرة أبدي انزعاجه من الحكم قائلاً: "هذه مأساة حقيقية لا أعلم ما نهايتها؟ فالوالد رجل مشتت لا يعلم عن أبنائه شيئا". صدمة جديدة عاشتها الأم وعائلتها بعد صدور الحكم برفض سفك نكاح ابنتها الذي لم تعلم به إلاّ بالصدفة وبعد ثلاثة شهور من عقده سراً في صفقة تسديد جزء من دين علي زوجها للدائن الذي اشتري الطفلة! وبحثاً عن حل، أي حل، لهذه المأساة عرض محامي الأسرة علي الزوج الكهل إعادة مبلغ 30 ألف ريال "المهر" له مقابل تطليقها، إلا أنه رفض بحجة أن هذا الرقم جزء من الدين، فمن يضمن له سداد الباقي؟! واقترح علي المحامي الانتظار كما حكم القاضي لحين بلوغ الزوجة سن الحيض أي بعد سنوات ليعودا إلي مائدة المفاوضات! ما رأي الداعية المصري محمد سعد الأزهري في هذه المأساة؟! والأهم: ماذا سيقول لأسرة طفلة مصرية من الممكن والوارد تعرضها لما تعرضت له الطفلة السعودية تبريرا لقيام والدها ببيعها سداداً لجزء من ديونه، أو طمعاً في تربح مهر مغير؟! المذهل أن صاحب "فتوي" اغتصاب فتيات تحت سن العاشرة .. هو نفسه أحد المكلفين بإعداد وصياغة نصوص مواد دستورنا المنتظر (..).