إذا كان واحد + واحد= اثنين.. وكانت المصارحة والشفافية اقصر الطرق لإعلان الحقائق.. فلماذا تلجأ حكومة مصر المحروسة إلي اللف والدوران، والخلط المقصود وغير المقصود؟! عندما بدأ الاستعداد لإنعقاد مؤتمر عدم الإنحياز في طهران خلال الشهر الماضي، خرج مسئول في حكومة غزة ليعلن علي الملأ ان »الأخ« إسماعيل هنية تلقي دعوة من الرئيس الإيراني لحضور المؤتمر.. وعلي الفور صدر بيان من الحكومة الفلسطينية الشرعية الموجودة في رام الله ليعلن بمنتهي الوضوح أن دولة فلسطين لها رئيس واحد إسمه محمود عباس، وأن الأخ إسماعيل هنية ليس سوي رئيس مقال، لحكومة انفصالية مقالة.. فما كان من طهران إلا الإعلان بأنها لم توجه أية دعوة إلي هنية »!!« وكانت إيران صادقة فيما قالت، وكان المسئول الغزاوي كاذبا فيما إدعي! إيران التي ترعي وتمول حركة حماس الانفصالية، لم تجرؤ علي عدم الإعتراف بأن محمود عباس هو الرئيس الوحيد لدولة فلسطين. بينما مصر لا تري ما يمنع من إستقبال إسماعيل هنية بصفته رئيس وزراء فلسطين، وأن يقوم الدكتور هشام قنديل رئيس حكومة مصر المحروسة بإجراء محادثات معه ومع الوفد المرافق له!! صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أعلن في رام الله أمس، أن إجراء محادثات سياسية وأمنية واقتصادية بين الدكتور هشام قنديل، وإسماعيل هنية، يشجع حماس علي استمرار التنكر والتنصل النهائي من إتفاق القاهرة للمصالحة، وتحويل الإنقسام إلي انفصال دائم بين إمارة حماس في غزة، وحكومة فلسطين في الضفة الغربية!! وهذا الكلام من جانب صالح رأفت يدفعني إلي طرح بعض الاسئلة. ما سر كل هذا الود غير المبرر مع حماس الانفصالية؟.. ولماذا هذا التكتم الشديد علي ما اسفرت عنه التحقيقات التي جرت مع المقبوض عليهم في سيناء؟.. ولماذا توقف ردم الانفاق التي حفرها قادة حماس للتهريب بين غزة وشمال سيناء؟. وهل صحيح ان حماس طلبت ذلك وأن حكومة مصر وافقت؟!.. وهل تتصور حكومتنا الرشيدة ان واحد + واحد = اكثر من إثنين؟!