من الواضح ان مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري ميت رومني يسير بخطي جادة جدا في اتجاه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في عدائه للعرب والمسلمين وانتهاج أسلوب القمع في العالم.. وقد ظهرت نواياه في تصريح له بعد احداث الفيلم المسيء للإسلام ونبيه الكريم بقوله ان الإدارة الأمريكية لا تتبع أسلوبا يتسم بالحزم بما يكفي في التعامل مع مصر وان استمرار مصر في الاحتجاجات القوية تجاه هذا الفيلم -مع الرفض الكامل للأسلوب السيئ الذي تمت به الاحتجاجات- سوف يعرضها كما يتمني إلي وقف المساعدات العسكرية والمناورات الحربية المشتركة بين البلدين.. وحين هذا يطبق المثل القائل ضربني وبكي وسبقني واشتكي!! ماذا كنت تريد يا سيد رومني ان تقف مكتوفي الأيدي أمام التعدي علي ديننا ونبينا؟ أم ان تصريحاتك تأتي في مجال مغازلة الطائفة الدينية التي تنتمي إليها والمعروفة بالمورمون وهي طائفة نصرانية متهودة تميل إلي معاداة الإسلام وافرادها لا يزيدون علي الخمسة ملايين نسمة وهي غير محببة للأمريكيين الذين يميلون إلي التطبيق الاليبرالي الحر؟. أم ان تصريحاتك جاءت لمغازلة أخري للوبي الصهيوني الذي ينتشر بشكل عنكبوتي في الإدارة والاقتصاد الأمريكي؟. وفاتك ان هذا الأسلوب لم يعد ينطلي علي الشعب الأمريكي وانه قد يؤخرك كثيرا في السباق الرئاسي الذي سيحسم نوفمبر القادم.. ذلك ان الأمريكيين أدركوا مؤخرا ان المبررات الساذجة التي تقدمونها لهم علي أطباق الذهب من أجل غزو الدول والإطاحة بالشعوب البريئة بدعوي تهديدها للمصالح الأمريكية كما حدث في العراق وأفغانستان.. فاتك أيضا وانت تدلي بتصريحاتك العنترية ان الربيع المصري الذي لم يستغرق أكثر من 81 يوما بينما تعاني دول أخري مثل سوريا من ويلات حكام فاسدين حتي الآن. ان هذا الربيع لم يعد مجالا ان يقبل الصمت أو التخاذل أمام أي اعتداء علي كرامته ومقدراته مهما كانت التبعيات التي سيدفعها.