الانفلات الأخلاقي الذي نعاني منه منذ أكثر من عام ونصف تجاوز حدود الشارع إلي القنوات الفضائية، والغريب أنه وصل لقنوات المفروض أنها دينية، والأغرب أن نسمع ألفاظا بذيئة وعبارات نابية ممن يفترض أنهم دعاة، طالبهم ربهم بالدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنة.. ولكن لأن الدين تحول إلي تجارة عند البعض، فقد توهموا أن الإساءة للغير وإهانة الناس ورمي المحصنات ربما ستجعلهم أكثر شهرة، فهذا صرصار وهذه زانية، وبدلا من أن نستمع لفتاوي دينية وجيهة من علماء محترمين تفقهنا في الدين أصبحنا نستمع إلي وصلات في الردح، وبدلا من أن نشاهد وجوها سمحة أصبحنا لا نري إلا وجوها مكفهرة.. لذلك لم أستغرب كثيرا من الهجوم اللاذع الذي تعرضت له الفنانة إلهام شاهين من أحد الأشخاص الذي يسبق اسمه كلمة داعية فهذا سلوك طبيعي، ولم أندهش عندما وصف الداعية اياه الفنانة بأحط الألفاظ فهذا منهج الكثيرين من دعاة الفضائيات! لا أدافع عن إلهام شاهين لكن ما أزعجني أن يكون الطعن في شرف سيدة بهذه البساطة، خاصة أن واجب الداعية أن يعامل الناس بخلق حسن، وفي النهاية سيجازي الله كل البشر علي ما قدموا فإن أحسنوا لأنفسهم وإن أساءوا فعليها، ولكن الدين برئ مما يقوله هؤلاء الدعاة الذين نسوا أصول الدعوة، فلا يليق بأي شخص حتي لو كان داعية بحق وحقيقي مش فضائي أن يتهم سيدة في شرفها، فهذا لا يقبله الله ولا يقره الدين. لا يستطيع الطبيب مزاولة مهنته بدون دراسة كافية، ولا يجرؤ المهندس علي العمل إلا بعد دراية كاملة، أما إذا أردت أن تمارس أشرف مهنة وخير وظيفة وهي الدعوة إلي الله فالعجيب أنها لا تحتاج لدراسة أو مؤهل، ويكفي أن تطلق لحيتك وترسم الزبيبة لتنال لقب داعية.. لذلك يجب أن يتم وضع ضوابط من الأزهر الشريف بحيث لا يظهر علي أي قناة عامة أو خاصة، إلا من تتم الإجازة له، بدلا من هذا العبث الذي يسئ للاسلام والمسلمين!