هناك مؤامرة تحاك لتقسيم مصر إلي دولتين إسلامية وأخري قبطية.. وهو سيناريو قديم جديد له أنصاره ومؤيدوه.. فقد قدم لنا الرئيس السوداني عمر حسن البشير نموذجاً سياسياً أدي إلي تقسيم السودان إلي دولتين.. مسلمة ومسيحية.. وسواء تم اضطهاد المسيحيين في جنوب السودان أو لم يتم اضطهادهم فإن النتيجة كانت شطر السودان إلي دولتين.. والقصة المصرية لا تختلف كثيراً.. لأن أقباط مصر يواجهون مشاكل قديمة منذ النظام السابق.. والسيناريو المرسوم كالآتي.. يُنتج أقباط مصريون في المهجر فيلماً مسيئاً للرسول - صلي الله عليه وسلم - فترتد موجة الغضب إلي داخل مصر ذاتها.. وجرها كلها.. مسلمين ومسيحيين إلي فتنة كبري.. الرسول - صلي الله عليه وسلم- أعظم مكاناً وقدراً من أن تتأثر صورته الحقيقية بفيلم سينمائي حقير.. ولدينا آلاف المواقع العربية الإلكترونية تسييء إلي النبي يومياً.. ومن يدخل علي الإنترنت يجد عرباً من تيارات ملحدة أو لا دينية أو يسارية.. تسييء إلي الإسلام والنبي.. فماذا يؤثر ذلك عملياً؟!. كل ذلك يدعونا إلي التنبه لما يحاك لمصر أساساً.. وسيناريو تقسيم مصر إلي دولتين مسيحية ومسلمة ما زال مطروحا بقوة.. وهناك نزعة انفصالية عند تيارات من الأقباط لإقامة دولة مسيحية في مصر.. وتتم تغذية تلك النزعة باضطهادات باسم الإسلام.. وباعتقاد العامة أنهم بكثير من التصرفات يخدمون الإسلام.. فيما هم لا يخدمونه أبدا.. إن الحفاظ علي وحدة مصر أمر غير قابل للنقاش.. والفيلم الذي أنتجه أقباط المهجر لا يصح أن تنسحب الغضبة عليه علي كل أقباط مصر.. مرة ثانية الرسول - صلي الله عليه وسلم- أعظم بكثير من محاولات المس به.. وهي محاولات لم تتوقف خلال حياته.. أو علي مدي التاريخ.. والقصة لا تتوقف عند حدود الفيلم الذي يراد استعماله لإشعال فتنة كبري في مصر.. الإسلام والقرآن والنبي مقامات لا تتأثر بكل تلك الإساءات.. وما من المهم أن نصحو لما يراد لنا من تفكيك علي أساس ديني.. وأعظم ما نقدمه للرسول الكريم هو الحفاظ علي وحدة مصرنا.. لا أن ننساق نحو مخطط تقسيم مصر.. تحت عنوان الدفاع عن الإسلام.!