أنفقت مصر عشرات الملايين من "لحم الحي " من أموال دافعي الضرائب، علي اللاعبين المصريين الذي شاركوا في أولمبياد لندن الأخيرة ، في وقت كنا فيه في أمس الحاجة الي كل جنيه، وأثمرت هذه الملايين عن ميداليتين " عمي " من فئة البرونز.. وحتي كتابة هذا المقال بلغ رصيد مصر من ميداليات دورة الألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة ومتحدي الإعاقة الي 8 ميداليات، منها ذهبيتان وميدالية فضية وخمسة برونزية، واذا قارنا ما أنفق علي البعثة الأولي بالأخري لن يكون هناك وجه للمقارنة.. ورغم هذا لا نهتم بهؤلاء العظام أصحاب الإرادة الفولاذية الذين حولوا عجزهم الي انجاز من حقنا أن نفتخر به، فرغم ندرة الموارد، ورغم حقارة أدوات الإستعداد التي وفرتها الدولة لهم، إلا أنهم صنعوا المستحيل، وحققوا الإنتصار علي واقعهم المر، بعكس الأصحاء الذين الذين كانت أعينهم علي " الشوبنج " وبدلات السفر، وقيمة الميدالية وضرورة ارتفاع قيمتها، فعادوا خاليي الوفاض . المعاق الحقيقي، ليس الذي امتحنه الله بفقدان أحد أعضائه، ولكنه معاق الإرادة الذي يعجز بارادته عن تحقيق الإنجاز أو يعد شماعة ليعلق عليها فشله، وما أكثر الشماعات في كل مكان في مصر . ما حدث ولا يزال يحدث في اولمبياد لندن حدث في الأولمبياد السابقة، تقريبا بنفس التفاصيل، وما انفق علي اعداد فريق كرة القدم، علي قلته، كان يكفي لحصول مصر علي عدة ميداليات في ألعاب فردية وجماعية أخري . كفانا التمثيل المشرف، اسم مصر عظيم لا يستحق منا كل هذه المرمطة. ولكل من حصل علي ميدالية في دورة لندن للالعاب البارالمبية : معذرة نحن المعاقون .