ثريا درويش لا أتصور أن يتوافق أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع دستور مصر الجديد علي أن يتولي رجل مدني منصب وزير الدفاع يكون هو ذاته القائد العام للقوات المسلحة!. ولا أتصور أن تتفتق أذهانهم بعد دراسة متعمقة لدساتير العالم المتقدم أن تنص تلك المادة العبقرية علي إمكانية أن يصبح معالي الوزير »امرأة« تُؤدي لها التحية العسكرية! بينما لاينص علي تعيينه من كبار ضباط قواتنا المسلحة! مؤكد هناك شيء ما خطأ! في زمن الإخوان وزير الدفاع »امرأة«؟!، وقد أفتي أحدهم منذ أيام قليلة انه مكروه علي الفتيات دراسة الهندسة! فأعود لأتأكد من الخبر المنشور بإحدي صحفنا اليومية الكبري.. فيتعمق قلقي وتخوفي من توابع مثل هذه التشريعات الاستفزازية التي لا تتفق مع طبيعة الشخصية المصرية ولا موروثاتنا الحضارية والفكرية.. فجيشنا العظيم ورجالاته لن يتقبلوا فكرة أن يكون وزيرهم من خارج المؤسسة العسكرية رجلا مدنيا لا يدرك من العسكرية إلا البدلة والكاب ! ولا أن تتولي هذا المنصب ومسؤلياته »امرأة« ترتدي فستاناً أو تضع خمارا! ولو انهم اعتبروه -كما يَدَّعون- منصبا شرفيا أو توهموه »بروشاً« تتزين به صدور الجميلات ويتباهي به الرجال!.. العسكرية -ياسادة- قوة ومبادئ وعزيمة وقلوب لا تقهر.. وتاريخ طويل من التضحية والتفاني في حب هذا الوطن. نمر بمرحلة انتقالية قاسية تحتاج أن نتصافي ونتوحد خلف جيشنا وقواتنا المسلحة.. لا أن نجلس في مكاتب مكيفة ونتفنن في كيفية العكننة عليهم وتفتيت وحدتهم وهم يخوضون معركة شرسة علي أرض سيناء يقدمون حياتهم ودماءهم رخيصة فداء لهذا الوطن! إنهم بذلك يلعبون بالنار ويغامرون بمستقبل جيشنا وبلادنا.. ارفعوا أيديكم عن قواتنا المسلحة فما يصلح لغيرنا من بلدان العالم ليس بالضرورة أن يصلح للتطبيق عنذنا.. ومن يرفض عسكرة الدولة كيف له أن يرتضي »مَدْيَنة« العسكر!