انتظر الناس موقف الرئيس مرسي من الدعوة التي وجهها له الرئيس الايراني لحضور القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز في طهران. توقع الكثيرون ألا يقبل الرئيس الدعوة ويكتفي بتكليف نائبه الذي لم يكلف بأي مهمة حتي الآن برئاسة وفد مصر. وكانت وجهة نظر هؤلاء هي ان زيارة رئيس مصر لايران قد تغضب بعض الدول خاصة الخليجية التي تري في ايران تهديدا لها.. رغم أن بعضا منها لديه علاقات دبلوماسية جيدة معها ولم يغضب أحد . ثم إن الزيارة تتم في وقت تتحدي فيه ايران العالم كله باستمرارها في البرنامج النووي مما يمثل موقفا محرجا لمصر. وأخيرا.. فالزيارة تجيء وسط تأييد ايراني واضح ومعلن لما يرتكبه النظام السوري ضد شعبه وارتكابه المجازر اليومية التي بلغ ضحاياها عشرات الآلاف. لكن الرئيس اختار أن يلبي الدعوة.. فانتظر الناس كيف سيواجه الرئيس كل هذا.. الا أن انتظارهم لم يدم طويلا.. حتي ظهر موقفه واضحا من خلال الكلمة التي ألقاها قبل أن يسلم رئاسة الدورة للرئيس الايراني، وهي الكلمة التي أدهشت العالم وأرضت كل الشعوب العربية.. وأربكت المترجمين الذين كان عليهم أن يترجموها لغير المتحدثين بالعربية. جاء افتتاح الكلمة بعد بسم الله والصلاة علي نبيه ,الدعاء للصحابة من الخلفاء الراشدين والتي قيل أن المترجمين لم يترجموها أصلا لأنهم لو ترجموها لخرجوا من ملتهم التي تعتمد علي سب الخلفاء الثلاثة ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. أما عن الموقف مما يجري في سوريا فقد جاءت كلمته معبرة تماما عن نبض الشارع العربي عند حديثه عن ضرورة تكاتف الحركة والعالم العربي أو الاسلامي لوقف نزيف الدماء في سوريا.. مؤكدا أن دماء الأبرياء الذين يموتون كل يوم في رقابنا جميعا ولكن المترجمين استبدلوا سوريا بالبحرين.. وهو خطأ دبلوماسي لا يغتفر ولا يجب أن يمر مرور الكرام . عموما.. فإن الزيارة في حد ذاتها أعطت رسالة مهمة للعالم كله وهي أن مصر تنحاز للشعوب.. وأن دورها مازال مهما في السياسة الدولية ..وكلمتها مسموعة في كل المحافل الدولية.. وأنها تقول كلمتها التي تؤمن بها دون النظر الي الزمان أو المكان. ويكفي ردود الفعل الايجابية للعالم كله.. ونظرة الرضا من شعب مصر كله الي رئيسه.. وربما تفتح هذه الزيارة وتلك الكلمة فصلا جديدا للسياسة الخارجية المصرية التي تعتمد علي التواجد الفاعل في الأحداث الدولية.. في اطار سياسة عدم الانحياز التي ساهمت مصر في انشائها من خلال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ..الذي أشاد به الرئيس مرسي في كلمته التي أرضت الناصريين بعد كلمة وما أدراك ما الستينات. كل أصحاب التعليقات علي الكلمة من خلال الفيس بوك كانت تطير من الفرحة حتي من الذين لم يكونوا من مؤيدي الرئيس وكأنهم اكتشفوا فيه شخصا جديدا.. وفاقت تعليقاتهم عدد التعليقات علي زواج تامر حسني ونوارة نجم وابن اللواء شاهين من ابنة أخي الكتاتني.. وهو ما يؤكد أن المصريين يمكن ان يفرحوا بسبب كلمة سياسية اكثر من فرحتهم بالزواج او الفوز في مباراة لكرة القدم.