رغم القدر الهائل من الألم الذي انتاب كل المصريين، جراء جريمة الغدر الجبانة التي تعرض لها بعض أفراد قواتنا المسلحة، عند نقطة مراقبة الحدود في رفح، والتي راح ضحيتها مجموعة من الشهداء،...، وبالرغم من عاصفة الغضب العاتية التي اجتاحتنا جميعا، منادية بالثأر لارواح أبنائنا الاعزاء، ومطالبة بالقصاص، واستئصال بؤر الارهاب الأسود التي بدأت في التمركز في سيناء. رغم ذلك، وبالرغم من تفهمي الكامل لدواعيه وأسبابه، إلا أن الوقت قد حان للقول والتأكيد علي خطأ الوقوف في التعامل مع الجريمة البشعة التي وقعت عند مستوي ردود الافعال الناجمة عنها واثرها علينا سواء بموجات الألم أو عواصف الغضب، ونداءات الثأر، ومطالب القصاص،...، ولكن الضرورة والوعي والحكمة تقتضي منا، وتفرض علينا الانتقال من مراحل رد الفعل إلي مرحلة الفعل المخطط والمدروس والاستباقي. وفي هذا الاطار، غني عن البيان، ان هناك تأييدا شعبيا شاملا لما تقوم به قواتنا المسلحة، وأجهزة الأمن، من عمليات تمشيط لجبال ووديان سيناء، بحثا عن البؤر الارهابية، وتصفيتها، وما يجري أيضا من هدم وازالة للانفاق الواصلة بين سيناء وغزة، والتي تحولت إلي بوابات غير شرعية، وطرق سرية، مفتوحة لتهريب السلع والبشر دون رقابة ودون اذن من الدولة المصرية، في انتهاك مستمر وتهديد دائم للأمن القومي المصري. ومع التأييد الشامل لهذا الذي يحدث من مواجهات أمنية مع دوائر التطرف وبؤر الارهاب في سيناء، إلا ان حقائق الجغرافيا، وحكمة التاريخ، وقراءة الواقع، تتطلب منا الوعي بضرورة التحرك السريع والعاجل لوضع نهاية قاطعة، وجازمة، لعزلة سيناء، واغترابها عن بقية أرض الوطن، بحيث تصبح بالفعل والحقيقة امتدادا طبيعيا، وسكانيا، لشرق الدلتا ومدن القناة، وليست منطقة شبه معزولة عنها. ولعلنا نعلم جميعا ان هناك العديد من الخطط والدراسات المتوافرة لدي الحكومة الحالية، وكافة الحكومات السابقة، حول اعادة تعمير سيناء والخطة القومية الشاملة لذلك،...، ولكن للاسف لم ينفذها أحد حتي الآن، رغم ان الجميع دون استثناء يتحدث عنها. والسؤال الآن، هل نبدأ في انهاء عزلة سيناء، أم سنكتفي بالكلام كما فعلت الحكومات السابقة؟!