خالد جبر لا أعتقد أن هناك مصريا عاقلا يريد لبلده أن تعيش في دوامة الخلف والاختلاف والتظاهر والاحتجاج والتطرف في التعبير عن الرأي للدرجة التي تجعل الناس تيئس من الحاضر والمستقبل. كل مصري عاقل يتمني لبلده الاستقرار حتي يكون هناك أمل في التقدم , حتي الذين يعارضون حكم الإخوان لا أعتقد انهم يريدون حرق البلد من أجل الاطاحة بهم ..لأن هؤلاء العاقلين يؤمنون باعطاء الفرصة لمن اختارهم الشعب عبر صناديق الانتخاب, فاذا نجحوا قدموا لهم كل الشكر, واذا فشلوا ابدلوهم بأحسن منهم عبر صناديق الانتخاب أيضا وليس غيره, والفشل الذي أعنيه هنا سيكون فشلا للجميع لأن مصر ليست ملكا للإخوان وحدهم وانما هي ملك لكل المصريين. وسيكون الفشل ليس بسبب سياسات الحكم الإخواني فقط وانما لأننا لا نستطيع إدارة وطننا . الذين لم ينتخبوا الإخوان في البرلمان المنحل ,أوالذين لم ينتخبوهم في الرئاسة ..حجمهم معروف للجميع وهم عدد كبير لا يستطيع أحد أن ينكره , وعليهم أن يكونوا قوة منظمة تبني ولا تهدم , تنظم نفسها ولا تنشر الفوضي , تثبت حبها وولاءها للوطن بالعمل وليس بالاحتجاج السلبي أو الايجابي . هكذا تفعل كل القوي المعارضة في المجتمعات المتقدمة في العالم. لقدأعطت شعوب كثيرة الفرصة لأحزاب غير التي كانت تحكم , الذي نجح منها استمر في الحكم والذي فشل ..جاء الشعب بغيره, ولكن لم يتفرغ المعارضون للتظاهر والاحتجاج ولم يلوحوا بالتخريب والتدمير.. وانما نظموا أنفسهم للانتخابات التالية وأقنعوا الناس ببرامجهم وكشفوا مساويء ادارة الذين يجلسون علي كراسي الحكم وفازوا في الانتخابات. ولكن علي الجانب الآخر لم يتهم الذين يحكمون معارضيهم بأنهم خوارج أو كفار ويهدرون دماءهم ويستحلون قتلهم ..لأن هذا لم يحدث الا في عصور الظلام وما أدراك ما هي عصور الظلام .أما عن الفتوي التي أعلنها الشيخ المدعي بأنه مفتي فهي لا تستحق التعليق لأنها مجرد كلام لايخرج الا من مخرف لايدري عن الاسلام شيئا , ولابد من محاسبته علي ما قال ومحاكمته وعزله لاساءته للاسلام وللأزهر ومنعه من اعتلاء أي منبر. حق التظاهر دون تخريب لابد أن يكون مكفولا للجميع. وحق التعبير عن الرأي المعارض للحاكم هو من حقوق الانسان الأساسية , ولابد أن يحميه الدستور وتحميه القوات التي تحمي الحكام بنفس القدر . الدولة هي حاكم ومحكوم ..نظام يحكم , ونظام يعارض . ولكن يجب أن يكون كلاهما نظاما ,أي منظما وليس عشوائيا هوجائيا.. لا بد أن يكون محدد الهدف.. يقبل كل منهما الاخر.. لايخونه ولا يكفره ..ولايحرق مقراته ولايستبيح دماء أعضائه. لذلك .. فإنني أتمني أن تكون المظاهرة المقرر تنظيمها اليوم سلمية بمعني الكلمة.. وألا يمتد العنف اليها بأي صورة , وأن يلتف المشاركون فيها تحت شعار محدد وهو أننا الأفضل والأقدر علي ادارة البلد وأننا نسعي الي الفوز بثقة الشعب في الانتخابات القادمة سواء البرلمانية بعد شهرين أوثلاثة ..أو الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشح ينجح في اقناع الناس بقدرته علي الادارة الرشيدة وليس بقدرته علي تغيير نظام سييء بنظام أسوأ. علي الرئيس والحكومة والحزب الحاكم وجماعته أن يتقبلوا المعارضة وتتسع صدورهم لها وأن ينفذوا ما وعدوا به والا يكونوا نسخة مكررة من النظام السابق . وعلي المعارضة أن تكون رشيدة عاقلة منظمة .هنا فقط نستطيع أن نقول ارفع راسك فوق انت مصري.