في أجواء مناخية ملتهبة، وتحت ضغوط نفسية عنيفة، يخوض اليوم منتخب مصر الاول مباراته الهامة والمرتقبة أمام النيجر، في الجولة الثانية للمجموعة السابعة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الأفريقية لكرة القدم والتي تقام بغينيا الاستوائية والجابون 2012.. يستضيف المباراة ستاد الجنرال سوني كونشت بالعاصمة النيجرية نيامي، وتبدأ الساعة الثالثة والنصف عصرا بتوقيت نيامي ( الرابعة والنصف بتوقيت القاهرة ) ويديرها طاقم تحكيم إيفواري بقيادة دو تورمانديز، ويساعده كل من يوسو نجوفولو، وجون تاهي، بالاضافة إلي نويري كوافي حكما إحتياطيا، بينما يراقبها الليبي عبد الحكيم السلماني.. المنتخب المصري كان قد تعادل في الجولة الاولي علي أرضه 1/1 مع سيراليون ليحصل علي نقطة واحدة، فيما خسر منتخب النيجر مباراته أمام جنوب أفريقيا صفر/2 في نفس الجولة والتي أقيمت بجنوب أفريقيا، ليكون الاخير الذي يخوض اليوم أيضا ثاني مبارياته بالجولة ويواجه فيها سيراليون هو المتصدر للمجموعة برصيد ثلاث نقاط.. وهاتان النتيجتان اللتان انتهت بهما مباراتا الجولة أسهما بشكل قوي وكبير في اشتعال الموقف بالمجموعة مبكرا جدا، بين المصري والجنوب الافريقي المرشحين للمنافسة علي بطاقة التأهل للنهائيات، وإذا كان المنتخب الجنوب أفريقي قد نجح في إختباره الاول، وحصل علي النقاط الثلاث، فإن تعثر المنتخب المصري وعلي أرضه، بث في القلوب القلق والمخاوف من التعرض لكبوات أخري لا تحتملها المنافسة بالمجموعة.. ومن هنا تجئ صعوبة وأهمية مواجهتنا مع النيجر اليوم.. حرارة غير محتملة كل شئ في معسكر المنتخب المصري هنا بنيامي يسير علي ما يرام، وليس مستغربا أو مدهشا أن تسمع من أبناء النيجر أنفسهم وهم يشيرون لتوقعاتهم بفوز المنتخب المصري بل أن البعض منهم يؤكد أن النتيجة قد تأتي ثقيلة بالفوز بعدة أهداف بإذن الله وهذا بلا شك سيكون دافعا معنويا جيدا للاعبينا لأداء مباراة، لكن الشئ الوحيد الذي ينغص علي اللاعبين وجهازهم الفني وجميع المرافقين إستبشارهم بالفوز هو الطقس القائظ الذي ستقام فيه المباراة، فعلي الرغم من أن نيامي تعيش الآن موسمها الشتوي، إلا أن درجة الحرارة فيها اليوم لا تقل عن أربعين درجة مئوية أو أكثر، ناهيك طبعا عن شدة لسع الشمس ونقص الاكسجين وإرتفاع الرطوبة وإنخفاضها بين اللحظة والاخري.. عدا ذلك فالامور كلها تسير في مجراها المطمئن.. الخطة والتشكيل وكما هو معروف، فقد كان المنتخب المصري قد وصل إلي نيامي فجر الخميس الماضي، وقد أحسن الكابتن حسن شحاتة لما قرر تبكير موعد القدوم إلي النيجر، حيث أتاح ذلك الفرصة للاعبين بالتأقلم علي هذا الطقس الساخن، مثلما مكنهم من التدريب في هدوء بعيدا عن صخب القاهرة والمشاكل والازمات التي يصدرها بعض العاملين بوسائل الاعلام، ممن يريدون الجنازات ليشبعوا فيها لطما، وما أكثرهم اليوم.. المنتخب المصري بدأ الاستعداد للمباراة في نفس اليوم الذي وصل فيه نيامي، حيث اكتفي الكابتن حسن شحاتة المدير الفني بالساعات القليلة التي حصل عليها اللاعبون بعد رحلة السفر الشاقة جدا، وأقام مرانه الاول، علي أحد الملاعب الفرعية بنيامي، وعلي الرغم من الارهاق الشديد الذي تعرض له اللاعبون في الرحلة، وبرغم درجة الحرارة الشديدة، إلا أن اللاعبين أدوا مرانهم بجدية عالية جدا، ولم يظهر علي أي منهم التأثر بكل هذه العوامل السابق ذكرها.. وفي اليوم التالي واصل الفريق تدريباته علي نفس المستوي من القوة والجدية، وكشفت الروح التي كان عليها الجميع رغبتهم في إصلاح ما تم إفساده في المباراة الاولي أمام سيراليون بالتعادل معه وعلي أرضنا ووسط جمهورنا.. والحق يقال فإن المستوي الذي ظهر عليه لاعبو المنتخب المصري - كبارا وصغارا - في تدريباتهم الاخيرة هنا في نيامي يحير أي مدرب في إختيار المجموعة التي يبدأ بها المباراة، فالتدريبات مثلما شهدت روحا عالية جدا، ومنافسة شديدة بين اللاعبين من أجل الفوز بشرف المشاركة اليوم، فهي أيضا كشفت عن الحالة الفنية الطيبة جدا التي عليها كل اللاعبين.. وإذا كانت هناك بعض الاسماء التي تحظي دائما بثقة الجهاز الفني وهم الذين ساهموا معه في معظم الانجازات السابقة مثل عصام الحضري وأحمد فتحي ووائل جمعة ومحمود فتح الله وأحمد المحمدي وهاني سعيد وأبو تريكة وعمرو زكي، وإشتراكهم جميعا شبه مؤكد بالاضافة لمحمد عبد الشافي الظهير الايسر الوحيد بالفريق، فالحالة الرائعة التي عليها الباقون هي التي رأيتها تحير أي مدرب في الدنيا، فالتدريبات شهدت تألقا غير عادي لهم جميعا وبخاصة أحمد حسن مكي وحتي كتابة هذه السطور فإن المعلم حسن شحاتة لم يستقر بعد علي تشكلية المباراة، وهو كما يفعل دائما يفضل الانتظار ليوم المباراة، حيث يعقد إجتماعا مع جهازه الفني المعاون الذي يضم شوقي غريب المدرب العام وحمادة صدرقي المدرب وأحمد سليمان مدرب حراس المرمي يعلن بعده التشكيل، لكن التشكيل سيتوقف أولا علي الطريقة التي سيلعب بها الفريق، والتي ستكون في الغالب 3 / 5 / 2 وهنا يكون التشكيل المنتظر مكونا من : عصام الحضري وهاني سعيد ( ليبرو ) ومحمود فتح الله ووائل جمعة ( مسّاكين ) وأحمد المحمدي وأحمد فتحي ووليد سليمان وحسام غالي ومحمد عبد الشافي في وسط الملعب ومحمد أبو تريكة وعمرو زكي في الهجوم.. مباراة لا تقبل القسمة هذا وقد إتفق جميع أفراد البعثة علي أهمية وخطورة هذه المباراة، فالكابتن سمير زاهر رئيس إتحاد الكرة والمشرف علي هذا المنتخب يري أن مباراة اليوم لا تقبل القسمة علي إثنين أي يعني لا جواب فيها إلا الفوز، غير هذا فالموقف سيزداد تعقيدا والفرصة في التأهل للحفاظ علي اللقب ستكون شبه مستحيلة، خاصة إذا ما تمكن المنتخب الجنوب أفريقي من الفوز علي سيراليون.. ويضيف زاهر أنه كعادته متفائل بتحقيق الفوز والعودة بالثلاث نقاط، مشيرا إلي أن ما يبعث علي الاطمئنان والتفاؤل هو إحساس اللاعبين بأهمية الموقف وإصرارهم علي تعويض الاخفاق أمام سيراليون، هذا ما لمسه فيهم أثناء لقائه بهم، أو من خلال التدريبات.. نفس الامر يؤكده الكابتن حازم الهواري عضو مجلس إدارة الاتحاد ورئيس البعثة، والذي قال أنه علي الرغم من حرارة الجو هنا في نيامي، والضغط العصبي الذي يتعرض له لاعبونا نتيجة التعادل في مباراة سيراليون أو نتيجة الهجوم الذي يتعرضون له من البعض، إلا أنه علي ثقة ويقين كبيرين من أنهم قادرون علي تخطي كل هذه المصاعب وتحقيق الفوز.. وقال الهواري: الطبيعي هو ألا تخفينا أو تقلقنا مباراة كهذه وهذا ليس تقليلا من المنافس وإنما لما يملكه لاعبو المنتخب المصري من خبرة ومهارة تجعل كفتهم هي الارجح، لكن والكلام للهواري فالنتيجة المفاجئة التي تعرض لها الفريق أمام سيراليون في الجولة الاولي بالتصفيات، هي التي فرضت حالة من التوتر والقلق قبل مواجهة اليوم..