محمد عبدالحافظ اشتهر محمد »صلي الله عليه وسلم « بين اهل مكة بالصادق الامين، فلم يكذب ابدا، وكان يؤدي الامانات الي اهلها دون نقصان، وانفرد بين قومه بأنه لم يسجد لصنم، وكانت مكة وقتها قبلة عبدة الاصنام.. واشتهر برجاحة العقل، ولم يكن يلهو مع اقرانه، بل كان يجلس في مجالس الكبار والسادة، ووقت ان اصاب مكة سيل، تصدعت علي اثره جدران الكعبة، وخلال ترميمها، اختلفت القبائل حول نيل شرف حمل الحجر الاسود ووضعه في مكانه بالكعبة، فتدخل محمد »صلي الله عليه وسلم « واشار عليهم ان يأتوا بثوب، فوضع الحجر في وسطه وقال كل قبيلة تختار رجلا منهم وتمسك بطرف من الثوب فحملت كل القبائل الحجر، وانقذ محمد »صلي الله عليه وسلم « مكة من حرب ضارية. وعلمت خديجة بنت خويلد بأمانة محمد »صلي الله عليه وسلم « وكانت امرأة ثرية ذات عزة وشرف فطلبت منه ان يخرج بمالها الي الشام.. فعاد اليها بضعف ما كانت تربحه من قبل، وطلبت منه ان يتزوجها، ورضي وكان وقتها في سن الخامسة والعشرين وكانت تكبره بخمسة عشر عاما.. وقد كان لله حكمة في ان يتزوج محمد »صلي الله عليه وسلم « من تكبره سنا. ولم يكن محمد »صلي الله عليه وسلم « يعرف القراءة والكتابة واعتاد ان يخرج كل عام الي غار حراء في جبل النور الذي يبعد حوالي 3 كيلو مترات عن مكه، ويمكث فيه شهرا ومعه طعامه وشرابه، يتأمل، ويعتزل الناس. وفي شهر رمضان نزل الوحي علي محمد »صلي الله عليه وسلم « في الغار وكان وقتها قد بلغ الاربعين من عمره، وقال له جبريل اقرأ، فرد محمد »صلي الله عليه وسلم « ما انا بقاريء، الي ان تلا عليه جبريل سورة العلق، فعاد الرسول »صلي الله عليه وسلم « الي خديجة وهو يرتعش، ولما هدأ، روي لها ما حدث، فذهبت به الي ورقة بن نوفل، الذي اخبرها بأنه الوحي، الذي جاء لموسي من قبل.